سینما و فلسفه
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
ژانرها
من الممكن إرساء نوع جديد من السينما ومن اللغة والمشاهدة السينمائية لا يعتمد على استغلال عناصر مثل التلصص الشبقي والعنف ضد المرأة والجنس، إلى آخره ... سينما تغيب فيها (نسبيا) تلك العناصر المولدة للمتعة. (3)
هذا النوع الجديد من السينما سيكون له جمهور يمكن أن/سوف يتسلى عموما ويستمد المتعة منه.
وبفرض أن الناس لن يذهبوا عموما إلى السينما إلا إذا كانت تسليهم، فإنه بالإمكان صياغة الفرضية رقم (3) على نحو أبسط: (3أ) هذا النوع الجديد من السينما سيكون له جمهور.
تبدو تلك الفرضيات الثلاثة متعارضة فيما بينها.
إن مفارقة المشاهد المنحرف لا تقل في زيفها عن مفارقة الخيال. إذا كانت المتعة السينمائية تتطلب نوعية العناصر التي تزعمها مولفي، فإن تلك العناصر إذن تشكل معا سمة عامة مهمة لا بد من وجودها كي يستطيع الفرد الاستمتاع بأي فيلم أو بأنواع معينة من السينما والأدب، أو ربما الاستمتاع على الإطلاق. وإذا كان جذب الجمهور يعتمد على إمتاعه، فإن الأفلام التي تعجز عن تقديم تلك المتع لن يصبح لها جمهور. يمكن التحدث كثيرا عن هذه القضية لكن لا شيء فيها ينطبق عليه وصف المفارقة.
تتحدث مولفي عن لغة سينمائية جديدة، خالية من العناصر البغيضة التي تزعم أنها تهيمن على سينما الاتجاه السائد المعاصرة. لكن لكي تقدم لغة جديدة ستحتاج إلى متحدثين جدد وجمهور جديد. كيف يمكن تحقيق ذلك؟ إذا كان التلصص الشبقي وغيره من السمات يلعب دورا لا غنى عنه في تحقيق المتعة السينمائية، فمن المؤكد إذن أن ذلك سيضع قيودا محكمة على النوع الجديد من السينما غير المتحيزة جنسيا التي تتطلع مولفي إليها. إذا كانت المتعة والتسلية تعتمدان على السمات السلبية التي تشير إليها مولفي، فإن السينما الجديدة التي تقترحها لن تسلي ولن تمتع الناس.
تقول مولفي (1993 [1975]: 123):
تخلق الرموز السينمائية نظرة وعالما وهدفا، وهكذا تنتج وهما على مقاس الرغبة. تلك الرموز السينمائية وعلاقتها بالهياكل الخارجية المكونة هي ما يحتم علينا تحليله كي نستطيع تحدي السينما التقليدية والمتع التي تقدمها. وبداية (وكهدف نهائي)، فإن النظرة المتلصصة الشبقية ذاتها، التي تلعب دورا محوريا في المتعة السينمائية التقليدية، يمكن تدميرها.
حتى وإن ابتعدنا عن منهج التحليل النفسي، توجد أسس صلبة (كآراء حول الطبيعة البشرية وعلم النفس) نستطيع أن نتحدى بناء عليها رؤية مولفي التي تفيد بأن تلك الرموز السينمائية التي تشير إليها يمكن تحليلها.
6
صفحه نامشخص