111

سینما و فلسفه

السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى

ژانرها

هل يوضح فيلم «جرائم وجنح» أنه دون إله يستحيل وجود أخلاق سارية على نحو موضوعي؟ لقد زعمنا في هذا الفصل أن الفيلم لا يوضح ذلك، وأنه يعجز عن أداء مهمة كتلك. هل نحن على صواب؟

فلنفترض جدلا أننا، على سبيل المثال، لا نفصل بين المنفعة الشخصية والسعادة، بحيث نصنف نتائج الأفعال حسب مستوى سعادتنا فيها. إذا نظرنا إلى المنفعة من هذا المنظور الضيق، فهل نرى أن جودا تمكن من تعظيم قدر المنفعة المتوقعة عبر الترتيب لقتل ديلوريز؟

لقد انتقدنا نموذج تطبيق نظام ردع فعال على نحو مثالي من جوانب عديدة. لكن تأمل نظاما من القوانين الرادعة ضد أفعال بالغة الأذى (مثل قتل عشيقتك السابقة). إذا قبلنا أن نظاما كهذا سيكون أقل من مثالي (ومحاولة جعله مثاليا ستتطلب إجراءات مفرطة التطرف) فهل تظل انتقاداتنا لخيار الردع سليمة؟ وجود نظام كهذا لن يحل مشكلتنا الفلسفية. لماذا؟

زعمنا في هذا الفصل أن المصلحة الذاتية المستنيرة لا تمدنا بمبررات «أخلاقية» مرضية للتصرف لأنها تركز انتباهنا واهتمامنا على الجانب الخطأ من المسألة. هل هذه حجة جيدة؟ ما الرد المحتمل عليها؟

هل الحجة المستقاة من فلسفة كانط - التي عرضناها في هذا الفصل، وتزعم أن المبررات الأخلاقية، بحكم طبيعتها، تتفوق تلقائيا على الاعتبارات والرغبات الشخصية - خدعة لفظية أم تنطوي على ما هو أكثر؟ ألا يعني هذا أننا نتخلص من المشكلة ببساطة عبر وضع تعريف؟ (لقد دفعنا في هذا الفصل بخطأ هذا، فهل كنا على صواب؟)

على مدار هذا الفصل، قارنا بين نوعين من الاستدلال العملي: الاستدلال الذرائعي (ونموذج تعظيم الجدوى المتوقعة مثال له) والاستدلال القائم على مبدأ (ونموذج الاستدلال الكانطي مثال له). قد يرى البعض أن الاستدلال العملي نوع من الاستدلال حول كيفية الحصول على ما نريد، بينما يرى آخرون أنه استدلال خاضع لمبادئ منطقية ومبررة تحكم الأفعال. أي النوعين أفضل؟ إذا كان لكل نوع ميزة خاصة به فهل من الممكن توحيدهما أو التوفيق بينهما بطريقة ما؟ كيف يمكن هذا؟

هوامش

الفصل الثاني عشر

«حياة الآخرين»: الحظ الأخلاقي والندم

مقدمة

صفحه نامشخص