ويعجل «١» الشّاوون من خماطه ... ويطبخ الطابخ من أسقاطه «٢»
حتى علا فى الجوّ من شياطه «٣»
فانظر إليه كيف يتصرّف بين الشدّة واللّين، ويضع كلّ واحد منهما فى موضعه، ويستعمله فى حينه.
وقوله: «ولا يكلم سيد الأمّة بكلام الأمة، ولا الملوك بكلام السّوقة» . لأنّ ذلك جهل بالمقامات، وما يصلح فى كلّ واحد منهما من الكلام. وأحسن الذى قال: لكلّ مقام مقال. وربما غلب سوء الرأى، وقلة العقل على بعض علماء العربية؛ فيخاطبون السّوقىّ والمملوك والأعجمىّ بألفاظ أهل نجد، ومعانى أهل السراة؛ كأبى علقمة إذ قال لحجّامه: اشدد قصب الملازم «٤»، وأرهف ظباة المشارط، وأمرّ المسح، واستنجل الرشح «٥»، وخفّف الوطء، وعجّل النّزع، ولا تكرهنّ أبيّا، ولا تمنعنّ أتيّا. فقال له الحجّام: ليس لى علم بالحروب.
ورأى الناس قد اجتمعوا عليه، فقال: ما لكم تكأ كأتم علىّ كأنكم قد تكأ كأتم على ذى جنّة، افرنقعوا «٦» عنى.
وأخبرنا أبو أحمد عن الصولى عن على بن محمد الأسدى، عن محمد بن أبى المغازل الضبى، عن أبيه، قال: كان لنا جار بالكوفة لا يتكلّم إلا بالغريب، فخرج إلى ضيعة له على حجر «٧» معها مهر، فأفلتت، فذهبت ومعها مهرها، فخرج يسأل
1 / 27