رسائل الجاحظ

جاحظ d. 255 AH
171

رسائل الجاحظ

رسائل الجاحظ

ناشر

دار ومكتبة الهلال

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٣ هـ

محل انتشار

بيروت

ژانرها

بلاغت
شيء في نفسك. قالت: بلغني أنّ معه أيرا عظيما وأخاف ألّا أقوى عليه. فأخبرت الأمّ الفتى فقال: أنا أجعل الأمر إليك تدخلين أنت منه ما تريد وتحبسين ما تريد. فأخبرت الابنة فقالت: نعم أرضى إن تكفّلت لي بذلك. قالت: يا بنّية والله إنّ هذا هو لشديد عليّ، ولكنّي أتكلّفه لك. فتزوّجته. فلما كانت ليلة البناء قالت: يا أمّه، كوني قريبة منّي لا يقتلني بما معه. فجاءت الأمّ وأغلقت الباب وقالت له: أنت على ما أعطيتنا من نفسك؟ قال: نعم، هو بين يديك. فقبضت الأمّ عليه وأدنته من ابنتها فدسّت رأسه في حرها وقالت: أزيد؟ قالت: زيدي. فأخرجت إصبعا من أصابعها فقالت: يا أمّه زيدي. قالت: نعم. فلم تزل كذلك حتّى لم يبق في يدها شيء منه، وأوعبه الرجل كلّه فيها، قالت: يا أمّه زيدي. قالت: يا بنيّة لم يبق في يدي شيء. قالت بنتها: رحم الله أبي فإنّه كان أعرف الناس بك، كان يقول: إذا وقع الشيء في يديك ذهبت البركة منه قومي عنّي! ٢٠- قال: تزوّج رجل امرأة وكان معه أير عظيم جدّا، فلمّا ناكها أدخله كلّه في حرها، ولم تكن تقوى عليه امرأة، فلم تتكلّم، فقال لها: أيّ شيء حالك خرج من خلفك بعد؟ قالت: بأبي أنت وهل أدخلته؟ ٢١- قال: نظر رجل إلى امرأة جميلة سريّة، ورجل في دارها دميم مشوّه يأمر وينهى، فظنّ أنّه عبدها، فسألها عنه فقالت: زوجي. قال: يا سبحان الله، مثلك في نعمة الله عليك تتزوّجين مثل هذا؟ فقالت: لو استدبرك بما يستقبلني به لعظم في عينك. ثم كشفت عن فخذها فإذا فيه يقع خضر، فقالت: هذا خطاؤه فكيف إصابته. ٢٢- قال: وكانت بالمدينة امرأة ماجنة يقال لها سلّامة الخضراء، فأخذت مع مخنّث وهي تنيكه بكيرنج، فرفعت إلى الوالي فأوجعها ضربا وطاف بها على جمل، فنظر إليها رجل يعرفها فقال: ما هذا يا سلّامة؟

1 / 192