وإذا قلنا حال البدن كله، فأكثر ما نعنى بذلك من الأعضاء ما يقع أولا تحت العيان، وذلك هو العضل الملبس على العظام كلها.
والعضلة هى لحم مركب من اللحم المفرد الأول، ومن الليف الذى يتلبس، ويشتمل عليه اللحم. وجوهر العضلة الخاص إنما هو هذان الشيئان. فأما العروق التى تتصل بها فإنما هى لها بمنزلة السواقى، وليس هى متممة لجوهرها، لكنها تعين على بقائها.
وأنا واصف لك علامات مزاج العضل فى المسكن المعتدل. فإن المساكن الرديئة المزاج تغير الجلد، وتميله إلى ما يشاكلها، ويفسد بعض العلامات.
وكذلك أيضا إن تعرض متعرض فى بلد معتدل للشمس فى وقت صائف، وبدنه مكشوف، فإنه يغير من علامات بدنه ما كان من طريق اللون، والصلابة، واللين.
فإن كان البلد معتدلا، وقصد صاحب البدن فى تدبيره قصد الاعتدال، ولم يتعرض، وبدنه عار، للشمس فى كل يوم زمانا طويلا حتى تحرقه، ولم يسكن فى الظل، كما يفعل قوم، بمنزلة الجارية البكر، فإن علامات مزاجه تتبين على حالها، وحقائقها.
صفحه ۷۴