وذكر القزويني (600-682ه/1203-1283م) في كتابه «آثار البلاد وأخبار العباد» أن التجار كانوا يصدرون من جاوة الأواني الصينية إلى كل بلاد الدنيا.
18
وجاء في كتاب جامع التواريخ للوزير رشيد الدين أن كثيرا من المصورين الصينيين قدموا إلى إيران في عهد هولاكو وغازان والجايتو، كما انتشرت في دولتهم الكتب الموضحة بالصور الصينية. والحق أن هولاكو وخلفاءه كانوا يشملون رجال الفن برعايتهم، بل كانوا حين يخربون المدن في حروبهم يعنون بإنقاذ الفنانين وأرباب الصناعات، وكان المغول يرسلون إلى الصين وآسيا الوسطى كثيرا من الفنانين والصناع الذين أبقوا على حياتهم حين كانوا يدمرون المدن في إيران والشرق الأدنى، ويمعنون في سكانها قتلا، وكان بعض أولئك الصناع يفلح في العودة إلى وطنه بعد العمل مع الصينيين والتأثر بأساليبهم الفنية.
وتحدث الغزولي (المتوفى سنة 815ه/1412م) في كتابه «مطالع البدور في منازل السرور» عن البلور وأنواعه وخواصه، وذكر أن منه ما يؤتى به من بلاد الصين.
19
وكتب ابن إياس (المتوفى سنة 930ه/1524م) في مؤلفه «نشق الأزهار في عجائب الأقطار» أن مدينة «لوفين»
20
كانت تصنع فيها المنسوجات المتعددة الألوان والأواني الخزفية الصينية التي تصدر إلى أنحاء العالم المختلفة.
21
ومما عثر عليه المنقبون عن الآثار في أطلال مدينة الفسطاط - أولى العواصم الإسلامية في مصر - قطع كثيرة من الخزف الصيني، وأكبر الظن أن ورود هذا الخزف إلى وادي النيل يرجع إلى عصر ابن طولون، الذي عرف طرائف الصين في سامرا، ولا ريب في أنه ظل يرد إلى مصر حتى عصر المماليك، وحسبنا أن الأمير بكتمر الساقي - الذي تزوجت ابنته أحد أبناء السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون - كان بين كنوزه الفنية مقدار وافر من خزف الصين.
صفحه نامشخص