وجون عليه الجصّ فيه مريضة ... تطلّع منه النفس والموت حاضره
قال المؤلف وبعد البيت:
فما زلت حتى أصعدتني حبالها ... إليها وليلي قد تقارب آخره
فلم أر منزولًا به بعد هجعة ... ألذّ قرى لولا الذي قد نحا ذره
أحاذر بوّابين قد وكلا بها ... وأسمر من ساج تئطّ مسامره
وقوله مريضة: امرأة منعّمة قد فتّرها النعيم وكسّلها وثقّل جسمها. فكأنها لذلك مريضة كما قال الشمردل بن شريك:
يشبّهون سيوفًا في مضائهم ... وطول أنضية الأعناق والأمم
إذا غدا المسك يجري في مفارقهم ... راحوا تخالهم مرضى من الكرم
يعني من ترفّههم وشدة حيائهم. وقالت ليلى الأخيلية:
ومخرّق عنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياء سقيما
حتى إذا رفع اللواء رأيته ... وسط الخميس على الخميس زعيما
وهم يسمّون أيضًا فتور الطرف مرضًا وقال جرير:
إن العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثم لا يحيين قتلانا
وقوله تطلّع منه النفس: أي من أجله تخرج النفس، ويروي منها أي من أجل المرأة. والموت حاضره أي حاضر القصر، يعني أنه محروس لا يوصل إليه فمن أراد ذلك حضره
1 / 43