ومن هذا اللحن ما رواه غير واحد أن قومًا من العرب أسروا فتى من طيء فخرج أبوه في بعض الأشهر الحرم يريد آسريه ليكون يفديه، فأتاهم فاستاموا به شططا وابنه حاضر. فقال لهم الطائي: لا والذي جعل الفرقدين يطلعان ويغربان على جبلي طيء " لا أزيدكم على ما أعطيتكم " ثم انصرف إلى قومه فسألوه عن ابنه فقال لهم: قد ألقيت إليه كلمة إن كان لقنها فقد نجا؛ فلما جنّ الليل على الفتى انتهز فرصة من غفلة القوم فاستاق قطعة من إبلهم وخرج يؤمّ السمت الذي لحن له به أبوه حتى أتى قومه. وذكر الليثي أن رجلًا تزوّج امرأة وبعث إليها ثلاثين شاة وزقّ خمر، فذبح الرسول شاة وشرب بعض الزق، فلما أتى المرأة علمت أن الرجل لم يبعث إلاّ ثلاثين شاة وزقاّ مملوءًا خمرًا، فقالت له: قل لصاحبك إن سحيما قد رثم وإن رسولك جاءني في المحاق؛ فلما أتاه بالرسالة قال يا عدوّ الله ذبحت من الشاة شاة وشربت من رأس الزقّ. أرادت أن ليلة تسع وعشرين هي ليلة المحاق. ورثم: كسر فوه. والرثم بياض الشفة العليا هذا أصله ثم استعمل في الهتم. وسحيم كناية عن الزقّ. ومن أغرب ما ورد في هذا الباب أن بكرًا وتغلب لما سئموا الحرب وطال ذلك عليهم اتخذ مهلهل بن ربيعة عبدين فكان يغير بهما على قبائل بكر فسئم العبدان أيضًا
1 / 26