وازدانت بهم الأيام والليالي ولد بحلب في سنة تسعين وألف وبها نشأ وأخذ العلم عن فحول علمائها أجلهم والده أخذ عنه التفسير والمعقولات وأخذ النحو عن الشيخ سليمان النحوي والشيخ عبد الرحمن العادي والفقه عن الشيخ زين الدين أمين الغنوي والحديث عن الشيخ أحمد الشراباتي وبالواسطة والإجازة أخذ عن الشيخ حسن العجيمي المكي وأجازه الشيخ أحمد النخلي وأخذ سائر الفنون من أجلاء العلماء وتولى الافتاء بحلب بعد والده سنة خمس وعشرين ومائة وألف واستمر مفتيًا إلى أن توفي وأقرأ التفسير مدة افتائه بالمدرسة الخسروية المشروطة لمفتي حلب قراءة تحقيق والتزم المحاكمة بين ما ناقش به جده العلامة محمد بن حسن الكواكبي مع العلامة عصا والعلامة سعدى جلبي وبين والده وجده فيما تناقشا به وأف في مبدأ غمره لكن لم يسعه عمره فما نظمه في مبدأ عمره وعنوان شبابه رسالة آداب البحث ورسالة الوضع وكتب على منظومة أداب البحث شرحًا مفيدًا وباشر تحرير شرح على نظم الرسالة الوضعية فنعته من ذلك شواغل الفتوى ولازم التدريس وتصدى للافادة وأخذ عنه أفاضل حلب وغيرهم جماعة كثيرون وفاق أهل عصره وكان له شعر رقيق وكان ﵀ لطيفًا خلوقًا عفيفًا نظيفًا شريفًا شفوقًا عالمًا محققًا مدققًا رئيسًا محتشمًا علامة مفردًا علمًا وزهدًا وورعًا ذا حلم ووقار وصلاح حائزًا للأوصاف الحميدة وكأنت وفاته في ثاني رجب سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ودفن عند آبائه بالتربة التي بداخل المسجد المعروف الآن بمسجد أبي يجبى وسيأتي ذكر والده أحمد إن شاء الله تعالى في محله وبنو الكواكبي طائفة كبيرة أهل فضل ورياسة ولهم طريقة معروفة اردبيلية تنتهي إلى الاستاذ جدهم الكبير الشيخ صفي الدين والحق اسحق الاردبيلي ولهم سيادة الشرف من جهة المذكور وأما المترجم فكان حائزًا للشرفين فإنه كان شريفًا أيضًا من جهة والدته التي هي الشريفة عفيفة ابنة السيد الحسيب الشريف السيد بهاء الدين النقيب الحلبي المعروف هو وآباؤه ببني الزهرا الذين امتدح جدهم الشريف أبا محمد إبراهيم المنتقل من حران إلى حلب أبو العلا المعري في تاريخه وقصائده وكلهم نقباء في حلب وشرفهم أشهر من كل مشهور والله أعلم
أبو السعود بن يحيى المتنبي
أبو السعود يحيى بن محيي الدين بن محمد بن يحيى بن عبد الحق أخذ
1 / 58