الحاج الشريف ماجريات وأحوال يطول شرحها وكان يظهر البله والتغفل في حركاته بعد انفصاله بمدة ولى قضاء المدينة المنورة وعاد إلى دمشق ثانيًا وذهب منها وبعد وصوله لدار الخلافة قسطنطينية مات وكأنت وفاته بها في سنة سبع وتسعين ومائة وألف عن سن عالية ﵀
إبراهيم الراعي
إبراهيم بن مراد بن إبراهيم المعروف بالراعي الدمشقي البارع الأديب ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه راعي ولأ الموده ومراعي ذمة من والاه ووده أشار إلى الأدب فأقبل نحوه يسعى وحمدت في تلقي مراميه عواقب المسعى وجال فيه جولة كرمت فيها خصاله وأرهفت بمواقع أرائه بيضه ونصاله واجتنى من باكورته الثمرة الجنبه ونهل من منهله الشربة الهنية بمنطق يطفي الحرارة ويخمد من جمر الحشا شراره ولحبة كالقطن المندوف فيها اعتياض وطبيعة سالمة من علاج الأدوآء والأمراض وله شعر صادف الإصابة فوق سهمه إلى غرضه فأصابه ليس بمتكلف فيه ولا متعسف ولا هو حريص على جمعه ولا متأسف أنتهى مقله ورحل في خدمة الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي إلى البقاع وبعلبك وذلك في سنة مائة بعد الألف ورحل في خدمته أيضًا للقدس في سنة إحدى بعد المائة وكان الاستاذ له نظر عليه وأخذ عنه وكان عليه كتابة في أوجاق اليرليه ومن شعره قوله
لم أكن أرعوي لقول وشاة ... في هوى شادن تملك قلبي
غير أن أقول في كل حين ... لخلو الفؤاد الله حسبي
وقوله
مليح في دمشق غدا فريدًا ... يرى أبدًا غرامي فيه شب
ولم يك دأبه إلا التجافي ... لصب ناره أبدًا تشب
وقوله
بديع جمال الخجل الغصن قده ... لقد تاه في ذاك الجمال وعربدا
لئن ضل قلبي في دجى ليل شعره ... فمن وجهه قد لاح نور لنا هدى
قوله
وزهر الدفل لما راح يزهو ... حكى في حمله للورد لونا
كؤس من عقيق قد تبدت ... فتره في رياض الانس عينا
1 / 33