وقوله وتعرض لذكر وصف رجل يعرف بابن الفستقي من أهالي الصالحية على طريق المداعبة
قلت يومًا للفستقي تأدب ... وأشهد الحق معلنًا في الناس
قال دعني ولا تكن لي نصوحا ... فاقتي أزعجت جميع حواسي
درهم في شهادة الزور عندي ... هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك ما أنشد فيه الاستاذ الشبح عبد الغني النابلسي بقوله
نزل الغيث بعد طول رجاء ... فهنيئًا به لكل الناس
وحلا عندهم وطاب كثيرًا ... فهو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الشيخ مصطفى اللقيمي الدمياطي نزيل دمشق
روض حسن فيه الحبيب تجلى ... بدلال تيهًا على الجلاس
قد سقاني من البعاد بوصل ... هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الشيخ محمد بن عبيد العطار
صاد قلبي بلحظه مذ تبدا ... ينثني بعطفه المياس
رشا كامل المحاسن فرد ... في بهاء معطر الأنفاس
وصله بغبتي ورشف الماء ... هو أحلى من ماء حب الآس
ومما وجد على هامش هذا الكتاب فألحقناه وهو للمولى السيد حسين المرادي المفتي بدمشق الشام بيتين في هذا المعنى ومشطرهم السيد محمد أمين الأيوبي في سبك المعنى طعما ورايحة
شامات حب الآس لما إن بدت ... في خده أسبت عقول الناس
وتكاملت أوصافه لما غدت ... من صدغه في وجنة الماس
فانظر إلى ريق حلا في ثغره ... أشهى وأزهى من سلاف الكاس
والثم لما ذاك الثغير لانه ... أزكى شذا من ماء حب الآس
وفي ذلك غير ما ذكرنا من المقاطيع وأما الآس ففضائله عظيمة حتى ذكر أن عصا موسى ﵇ كأنت منه وخضرته دائمة وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرته سوداء ومنها ما هو أبيض كاللؤلؤ بين ورق الزبرجد وعصارة ثمرته رطبًا تفعل فعل الثمرة في المنفعة وهي جيدة للمعدة وله خصائص غير ذلك وطبعه بارد يابس مجفف يولد سهر أو دفع مضرته بالبنفسج ويصلح الأمزجة الباردة بالحاصية وأنشد في تشبيهه سليمان بن محمد الطرابلوسي قوله
أحبب بقضبان آس في سائر الدهر توجد ... كأنها حين تبدو سلاسل من زبرجد
1 / 29