قال رحمه الله تعالى(1): فكيف بنا إذا كانت ساعاتنا وأوقاتنا [في](2) السيئات، وكسب الحيات والعقارب والمصايب، وكان قائما في رأس درجة فسقط من قامته إلى أسفل الدرجة مغشيا [عليه](3)، فحملناه حملا حتى أدخلناه المنزل، وقعد مغشيا عليه من ضحى الشمس إلى قائم الظهيرة وأفاق، وكنت يوما بجنبه [قاعدا](4) فتنفس الصعداء فشممت رائحة قطعة اللحم المشوية فالتفت(5) إليه لأنظر إلى جسمه هل احترق، فإذا هو على حالته، فأشفقت عليه فما أجدره بما قال بعض الخائفين [من أبيات](6):
إن شئت فاغترفي أو(7) شئت فاقتبسي ... الماء من ناظري والنار في (8) كبدي
قال الله تعالى في الزبور: يا داود، أحببني وحببني إلى خلقي وصف لهم كرمي، وشوقهم إلى لقائي، قد أفلح من أطاعني بجوارحه كلها، وأناب إلي واستغفرني، وإذا سمع آياتي تتلى عليه كادت عظام صدره تتقطع قطعا، فوعزتي وجلالي لأوفينه أجره يوم القيامة غير منقوص.
صفحه ۱۰۱