وقال يوما:ما أحسن (ما قال) (1) فلان-غاب عني اسمه :حقيقة الانقطاع أن لا تأتي ولا تؤتى ولا تعرف ولا تعرف ويكون الحق ولا يكون ترك ومرك حلوه وجلوه.
ومن حكمه رضي الله عنه: (قال)(2)-إملاء في مواقف عدة-: فجمعته لأخيه العالم، الفاضل، الزاهد، العابد، سعيد بن علي الشهابي الساكن ب(ثلاء) كان من علماء الشريعة، وفضلاء أهل الطريقة، من تلامذته (رحمه الله تعالى)(3)، بلغ معه الزهد غاياته والورع نهاياته، وأحرق قلبه الخوف حتى الموت، حكى لي رحمه الله : أنه تزود من مكة إلى (صعدة) صاعا من قلى شعير ، وجمع حجارة عظيمة على ظهره (المبارك)(4) في ثلاء وعمربها مسجدا كبيرا، (وزاد آخر وزاد مئذنة)(5)، وزاد خانكان، وهو الآن مسجد مقصود مهاجرا للصالحين والعابدين والزاهدين.
وقبره ثمة مشهور مزور وببركته وسره، وقوفات فتح الله بها لهذين المسجدين في حياته وبعد وفاته ما يسد، والله أعلم حال من يقف فيه ويقصده من الصالحين وذوي التقوى واليقين.
روى لي الأخ الصالح يحيى بن أحمد الصنعاني، وكان من تلامذة إبراهيم الكينعي، قال: قلت لسيدي الفقيه سعيد (رحمه الله تعالى)(6): يا سيدي، هل رأيت في عمرك الخضر عليه السلام ؟ قال: كنت في ثلاء فدخل علي رجل عليه سيماء الصالحين، ومنظر الخائفين، (ذو شيبة وضية)(7)، فسلم علي وصافحني (وقال)(8): أتأذن لي آكل من هذا العيش ؟ فقلت: نعم. فقال: أتأذن لي (أن)(9) أشرب من هذا الكوز؟ قلت: نعم. فأكل ثلاث لقمات وشرب ثلاثة أنفاس، فقلت: من أين أنت ؟ قال: من العرب، أتيت من زيارة الفقيه محمد بن حسن السودي نفع الله به.
فخرج من عندي، وتنبهت (ولم)(10)أشك أنه الخضر.
صفحه ۲۷۹