الكرامة الثامنة: ما وجد ت (بخط يده المباركة بعد موته)(1) التى أشهد أنه خطه شهادة لا لبس فيها أنت أنت، وصل يا رب على محمد وآله وسلم حصل لي في مكة -شرفها الله تعالى- ثلاث ساعات: ساعة من باب المعرفة، وهي أحب إلي من مائة عمرة، وساعة من باب الشوق لست أعدل بها شيئا، وساعة من باب الأنس وغيره، وهي أحب إلي من ما مضى من عمري كله من الأفعال والأقوال والأفكار، وبعد هذا حصل في قلبي ألم فكأني به وقد أخرج قلبي إلى مقابل لي وشق وأنا أبصر، فما وجد فيه شيئا مما يوجد في القلوب التى ليست بطيبة، وبعد هذا غسلوه وأنا أبصر، وكنت مشتهي أبصر الإناء الذي يصب منه الماء فما حصل (لي) (2) إلا رؤية الماء وبعد هذا ردوه كما كان إلى موضعه الذي كان فيه، هذا كله في اليقظة لا في المنام، ثم إنه حصل لي وقت ممتد من بعد صلاة الظهر إلى قبيل العصر في النصف الأخير من شوال من قبيل الفرح والسرور، فأنساني بما قبله، وما أمكنني أعدله بشيء مما في الدنيا أو مما في الآخرة لأنه حصل فيه فنا عن الكائن والمكونات وعن جميع الشهوات، ورضيت النفس بها وقرت وسكنت وما زاد تطلعت إلى شيء غير هذا، وحصل لي فيه لطف خفي زادني في المعرفة، ولم يداخلني مثقال ذرة أنه زادني قربة إلى الله- عز وجل- فلله الحمد كثيرا. تم ما كتبه(بخط) (3) يده المباركة.
صفحه ۲۴۱