144

صله اخوان

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

ژانرها

وبعد أداء هذه (العشرة) (1) لا تزال نادما، عازما، لاجئا، (راجيا) (2)، شاكرا، ذاكرا، ناويا، قاصدا، مقدما للأهم فالأهم مما يعنيك، معرضا عن القبيح وما لا يعنيك فإذا فعلت هذه فأنت إما متشرع أو متصوف، وهذا التقسيم إنما هو في الطريقة، وأما في الحقيقة فهما لايختلفان قط -أعني الشريعة والتصوف- فإن كنت متشرعا فخذ بالأفضل فالأفضل في حقك من الشريعة تبلغ (خصال المتصوف)(3) -إن شاء الله تعالى- وإن كنت متصوفا فحبذا، لكن تجنب مقالاتهم المخالفة للشريعة، وقد أشرنا إليها في بعض المواضع تكن من الواصلين -إن شاء الله تعالى- ونشير إليها هاهنا، ونأخذ من ذلك، فنقول:اجتنب مذهب بعضهم في أن الإنسان قد يبلغ إلى درجة يكون فيها قريبا من النبوة أو مثلها في بعض الأمور، وأن التكليف قد يسقط عن بعض فضلائهم فلا يصلون ولا يأتون بواجب، وعن اللوامة الذين يفعلون الذنوب حتى (يلوموا) (4) أنفسهم، وعمن يصوم إلى آخر النهار ثم يفسده لدفع العجب، وعمن يعلق العظام برقبته في الأسواق لدفع الكبر، وعن المذاهب الفاسدة من التشبيه والجبر والإرجاء، وعن تمثيل (5) الوسواس والخواطر الفاسدة بالإلهام والوحي والمكاشفة والحظرة، وعن امتناعهم من الجهاد مع أهل البيت وإجابة دعاتهم المحقين منهم، وعن السماع والرقص، والوجد ومشاهدة الجنة والنار، وعن أفعال الحلولية، الذين يقولون: إن الله عرض يحل الصورة الحسنة - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -.

صفحه ۲۱۶