ومكارم أخلاقه لا تنحصر، ولطف شمائله ظاهرة، (لكن نذكر نموذجا)(1) منها وتنبيهات عليها إن شاء الله تعالى، منها: ما حكيت عنه أعاد الله من بركاته، ومنها أنه قال: ما أرضى أن أحدا يدخل النار من أجلي، ويجدد البراء في كل موقف يذكر ذلك أني قد أبرأت كل أحد ظلمني في عرضي أو مالي، وعن كل شيء يسأله ربي علي من قول (أو عمل أو اعتقاد) (2) ونية وعزم، (وإسقاط) (3) كل حقوقي عن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (4) أجمعين إلا الدعاء من إخواني فإني أحبه. (وهذه) (5) تاج مكارم أخلاقه، وعنوان فضله، ومنها، أن رجلا جاء إليه معتذرا (من) (6) قول قاله في عرض مراجعة: سأله ما معنى الخلوة ؟ فجوب (رحمه الله عنه)(7) بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم))(8)، فقال له ذلك الرجل: قد ندمت (وأستغفر الله فيطيب)(9) قلبك علي، فقال له: يا فلان، شر الإخوان من ألجأك إلى الاعتذار، ومنها: أنه جدد العزم والنية وارتحل إلى مكة والحجاز، وابتدأ سفره هذا، وابتدأ نيته في تحمل مشقة السفر العظيم في سبب دين علق في ذمة بعض خواص إخوانه شغله ما عليه من الدين وعدم ذات يده، فشمر لله تعالى وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولأخيه السيد العالم الهادي بن على بن حمزة، وهو زهاء مائة وخمسين قفلة، فوصل إلى مكة المشرفة، وجمعها من حيث أراد الله، وسار بها بنفسه إلى الصفراء وينبع، وسلم دين أخيه واستبرأ لذمته من ورثة عدة وكتب إلى أخيه بأني قد قبلت(لك) (1) وقضيت عنك وسلمت ما عليك إلى أرباب الدين، (وحصلت)(2) لك البراءة التامة، وعليها حكم الحاكم وشهادة الشهود . جعل الله هذه الصلة من أثقل ما يجد في ميزانه، وأعاد من بركاته على كافة إخوانه.
صفحه ۱۳۸