دن فرنان :
تلك العادة القديمة التي اصطلح عليها قومي، وزعمهم أنها تأخذ للمظلوم من الظالم، تضعف الدولة، وتحرمها خيرة أبطالها، على أنه يغلب من جراء هذه العادة الذميمة أن البريء يهضم، والأثيم يعظم، فأنا أعفي منها لذريق وهو أكرم علي من تعريضه لتصاريف لا تؤمن بدراتها. لئن يكن لذلك القلب النبيل ذنب لقد ذهب به المغاربة وهم منهزمون.
دن دياج :
مهلا مولاي، أمن أجله وحده تغير شرعة جرى عليها أهل البلاط قديما وما فتئت مرعية، فما يظن شعبك وما يقول الحساد إذا أطاع لذريق نهيك وأرعى على حياته، واتخذ منه عذرا ليكون بمفازة
6
حين يخوض أولو الشرف والإباء غمار الحومات في التماس ردى كريم؟ إن مثل هذه المحاباة لتمسه في مجده مسا مبرحا، فدعه يتذوق ثمرات فوزه بلا تنغيص. قد اعتدى الكنت على أبيه فتولى عنه جزاءه، وأبلى في لقائه بلاء الباسل، فليكن باسلا إلى النهاية.
دن فرنان :
إجابة إلى طلبك آذن أن يبارز، ولكنه قد يغلب واحدا فيحل ألف محله، لأن وعد شيمان يستعدي عليه فرساني بأسرهم، فليس من العدل تصديه وحده لهم جميعا، وحسبه أن يدخل في نزال واحد.
اختاري يا شيمان من تشائين، وأحسني اختيارك، فإذا انقضى هذا الكفاح فلا تسأليني مزيدا.
دن دياج :
صفحه نامشخص