انهضا كلاكما لقد فسحت لكل منكما في إبداء ما عنده. شيمان، أرثي لبلواك، وأحس أن حزني عديل حزنك، نتكلم فيما بعد، لا تقطع عليها شكواها.
شيمان :
مولاي، أبي قتل، وشهدت عيناي دمه المسفوح يتدفق دفعا كبارا من جنبه الكريم، ذلك الدم الذي بذل مرارا لصيانة أسوارك، ذلك الدم الذي أعلى كلمتك في المعامع.
ذلك الدم الذي خرج والدخان يسطع منه غضبا لانسفاكه في غير سبيلك.
ذلك الدم الذي لم تستطع الحروب أن تريقه في غمراتها قد جلل به لذريق بلاط قصرك.
هرعت خائرة القوة شاحبة اللون، فوجدته فارق الحياة. اعذر توجعي يا مولاي. عدمت الصوت لاستكمال هذه القصة المروعة، وكفى بدموعي وزفراتي إفصاحا عن سائر ما جرى.
دن فرنان :
ثبتي قلبك يا بنيتي واعلمي اليوم أن الملك يريد أن يكون لك أبا مكان أبيك.
شيمان :
مولاي، بالغت في تشريف قدري بعد محنتي. لقد تقدم قولي أنني وجدته بلا حراك، كان جنبه فاغرا وكأنني بدمه يستصرخني ويخط لي على التراب ما يقتضيني من الواجب.
صفحه نامشخص