دن فرنان :
كثيرا ما جرى أن الزمان هون ما كان صعبا، وأحل ما عد حراما. قد كسبك لذريق ويجب أن تكوني له. ولكنني على ما ثبت من حقه لا أقف منك موقف غير المكترث، لما يوجبه سناء مقامك، ولا أتعجل في منحه ثمرة انتصاره، فإذا أرجئ القران فلا مخالفة، والحكم لزواج لم يقيد بميقات، فلك مهلة سنة تكفكفين فيها عبراتك، وأنت يا لذريق عليك في هذه المدة أن تحمل السلاح. دحرت المغاربة على شواطئنا، وعكست عليهم مراميهم وأبطلت مساعيهم، فاذهب الآن إليهم في نفس بلادهم وشن عليهم الغارات مؤمرا على جيش، موكلا بإنزال الثبور في أعدائي، ففي اسم السيد كفاية بإلقاء الرعب في قلوبهم، وقد دعوك مولى فربما أرادوك ملكا. ولكن الزم الوفاء لشيمان أثناء صولاتك
9
العظيمة. ثم عد، أعادك الله غانما، أولى بها مما كنت، أعل ذكرك وضاعف شأنك بحسن بلائك حتى يصبح من الفخر لها يومئذ أن تقترن بك.
دن لذريق :
من أجل الظفر بشيمان والقيام بخدمتك أي أمر، وإن جل، لا يتعذر علي إنفاذه، ومهما يشق علي بعدها عن عيني فحسبي يا مولاي أن أمسي على أمل من رضاها.
دن فرنان :
نط أملك بشجاعتك، وكله إلى وعدي، فأما ومكانك أعز مكان في قلب شيمان، فخير حل لعقدة الشرف التي حالت بينكما، أن تدع الزمان يفعل فعله، وأن تعتمد على شجاعتك وعلى مليكك.
صفحه نامشخص