خاطره شهدای علم و غربت
ذكرى شهداء العلم والغربة
ژانرها
سيداتي، إني لعاجزة عن أن أوفي هؤلاء الأبطال ما لهم من الحق في الرثاء، فإني ما قمت إلا لأظهر ما اشتدت به عواطفي نحو شهداء الغربة والعلم، فما يقع من التقصير في إيفائهم حقهم من التمجيد والتكريم فمعذرة، حيث إني لست أوسع علما منكن وأكثر دراية في هذا المجال. وها إني أكرر عبارات الأسى والحزن على أبنائنا، ولتحي ذكراهم منطبعة على قلوبنا إلى الأبد.
حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
حتى يرى خبرا من الأخبار
وقامت بعدها الآنسة الأديبة منضورة علي، وألقت هذه المرثاة:
أيتها السيدات، إن فاجعتنا بموت هؤلاء الشهداء عظيمة جدا لا يحتملها قلب مصري شرب من ماء النيل أو تغذى من ثمار مصر، فقد بكت السماء بدموعها الحارة وشجت الطيور بنغماتها المحزنة، فأهاجت ما في القلب من الأسى وحركت ما في المهجة من الشجن.
أيها السيدات، جرت العادة بأن الدهر إذا داهم قوما داهمهم بخطب واحد يمكن احتماله، أما مصر فكان حظها من الدهر أن داهمها بخطوب متعددة وأرزاء مختلفة، ففي كل يوم فاجعة جديدة ورزء أعظم مما قبل: رمانا الدهر أولا بموت المرحوم محمد بك فريد فحزنا عليه كثيرا، ولكن ما وضعناه من الأمل في غيره من الأبطال العاملين خفف عن القلب كثيرا، ورمانا ثانيا بموت المرحوم إسماعيل بك عاصم هذا الرجل الوطني الغيور، فأقتم الجو في أعيننا وزادت همومنا وعظمت نكبتنا. هذا كله ولم يغفل عنا لحظة واحدة يدعنا نفرج فيها همنا وكربنا، فقد رمانا بموت هؤلاء الشهداء الذين هاجروا من بلادهم ليستقوا العلم من مناهله ويعيدوا للوطن ما كان له من المجد القديم وكأنما الموت كان لهم بالمرصاد، فغفر الله لهم وأسكنهم الجنة وألهم أهلهم الصبر والعزاء، إنه سميع قريب.
قصائد مشاهير الشعراء في رثاء الشهداء
رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي بك
صفحه نامشخص