خاطره شهدای علم و غربت
ذكرى شهداء العلم والغربة
ژانرها
إن الموت أطفأ بكم اثني عشر كوكبا كانت سماء مستقبل مصر أحوج ما يكون إليهم، ولكنه أطلع في الأمة الناهضة بموتهم ألوفا، وزادها بفجيعتها فيهم إقداما وقوة ...
أي أبناءنا الشهداء
إنكم كنتم تريدون الحياة فلقيتم الموت، وكنتم تريدون للوطن الخير فأراد الله أن يحقق صدق نواياكم، فجعل لمصر الخير في حياتكم وموتكم.
لولاكم أيها الشهداء ما عرفنا مكانتنا من قلوب أمة الطليان المجيدة، لولاكم ما خرج أبناء تلك الأمة زرافات ووحدانا، نساء ورجالا، إلى ساحة أودين وهم يحملون أعلامنا وأعلامهم، ويمشون بباقات الزهر الجني ليشيعوا جنازتكم إكراما لمصر.
لولاكم ما وقف خطباء الطليان يذكرون مجد مصر ويترنمون بكرم مصر ويعزون مصر فيكم.
لولاكم ما فاضت أعمدة صحفهم بأنهر الإخلاص المحض، ولا حملت فضليات سيداتهم وأوانسهم الأزاهر تهديها لجرحانا، عربونا للصداقة المتبادلة التي تربط قلوب الأمتين، وإن كانت هذه شرقية وتلك غربية.
لولاكم ما رأى العالم تلك الشجاعة الأدبية النادرة التي أظهرها إخوانكم الذين أبوا أن يتخلفوا عن الهجرة بعد الفاجعة، وأبى عليهم إقدامهم إلا أن اخترقوا الطريق نفسه حبا في العلم والوطن، ولسان حالهم ينشد:
سأبذل في سبيل العلم جهدي
ولا أخشى منازلة الليالي
فإما والثرى وأصيب مجدا
صفحه نامشخص