مَا يستر بعض الْعَوْرَة لزمَه ستر الْمُمكن بِلَا خلاف وَإِن كَانَ الْمَوْجُود يَكْفِي السوأتين بَدَأَ بهما وَلَا يعدل إِلَى غَيرهمَا فَإِن كَانَ يَكْفِي أَحدهمَا فَثَلَاثَة أوجه الصَّحِيح الْمَنْصُوص أَنه يستر الْقبل رجلا كَانَ أَو امْرَأَة وَالثَّانِي الدبر وَالثَّالِث يتَخَيَّر وَقَالَ القَاضِي حُسَيْن أَن الْمَرْأَة تستر الْقبل وَالرجل الدبر
رَجَعَ بِنَا الْكَلَام إِلَى الْعين وَالْوَاو وَالرَّاء وَمَا تصرف مِنْهَا وعورات الْجبَال شقوقها سميت بذلك لما كَانَت مِمَّا يتخوف مِنْهُ وفلاة عوراء أَي لَا مَاء بهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا يتخوف مِنْهَا الْعَطش وَعِنْده من المَال عائرة عين إِذا كَانَ كثيرا سمي بذلك لِأَن صَاحب المَال الْكثير يتخوف النَّاس عَلَيْهِ أَو لِأَنَّهُ يمْلَأ الْعين كَثْرَة فيكاد يعورها والعائر من السِّهَام وَالْحِجَارَة الَّذِي لَا يدرى من رَمَاه سمي بذلك لِأَنَّهُ يتخوف من وُقُوعه
والعوائر من الْجَرَاد الْجَمَاعَات المتفرقة سميت بذلك لِأَنَّهَا مِمَّا يتخوف من فَسَاده
والعوراء الْكَلِمَة القبيحة وَهِي السقطة قَالَ الشَّاعِر
(وأغفر عوراء الْكَرِيم ادخاره ... وَأعْرض عَن شتم اللَّئِيم تكرما)
مَعْنَاهُ لادخاره سميت بذلك لِأَن الْعَاقِل يتخوف من الْكَلِمَة الساقطة
والعوار الْعَيْب يُقَال سلْعَة ذَات عوار بِفَتْح الْعين وَقد تضم عَن أبي زيد سمي بذلك لما كَانَ صَاحب السّلْعَة يتخوف من ظُهُوره
1 / 45