وشدوا له الأطراف من كل وجهة
فمشدود أطراف الجهات قويم
إذا لم تكن سيفا فكن أرض وطأة
فليس لمغلول اليدين حريم
وختم خطبته بقوله: وأحسن ما يؤرخ به اسم الجهادية عند النوازل أن يقال: «مات شهيد الأوطان!» فنادى الجميع: «رضينا بالموت في حفظ الأوطان!»
ولما شبت الحرب العرابية لازم النديم عرابي في كفر الدوار ثم في التل الكبير، وكانت مجلته «الطائف»، تصدر في معسكر الجيش المصري.
وبعد أن وقعت الهزيمة، ظل مخلصا للثورة في محنتها، فبرهن على وفاء نادر ووطنية أصيلة عميقة، وكان ممن أمرت الحكومة باعتقالهم، وعجزت عن التعرف إلى مقره والقبض عليه، وظل مختفيا عن عيونها وجواسيسها نحو تسعة أعوام، وأعيا الحكومة أمره ، وجعلت ألف جنيه لمن يرشد عنه، ولكنها لم تهتد إليه.
وقد وصف ما لقيه من الشدائد أثناء اختفائه في قصيدة تفيض وطنية وإيمانا وفخرا وشجاعة، وهي من غرر قصائده. قال:
أتحسبنا إذا قلنا بلينا
بلينا أو يروم القلب لينا
صفحه نامشخص