Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
ژانرها
فلما قضى صلاته قال: "ما حملكم على إلقاء نعالكم"؟ قالوا: يا رسول الله رأيناك ألقيت نعليك، فقال: "إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا" (١) .
وأورد ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله "عن ابن مسعود ﵁ "أنه جاء يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب، فسمعه يقول: "اجلسوا" فجلس بباب المسجد - أي حيث سمع النبي يقول ذلك - فرآه النبي ﷺ فقال: تعال يا عبد الله بن مسعود" (٢) .
إلى هذا الحد بلغ حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على معرفة سنة النبي ﷺ في جميع أحواله، والالتزام بها، والاستجابة لأمره ونهيه من فورهم - كما فعل عبد الله بن مسعود - ومن غير أن يدركوا حكمة الفعل - كما في إلقائهم نعالهم في الصلاة، ونبذهم خواتيم الذهب - ولم يكن ذلك إلا استجابة لله - تعالى - في أمره بطاعة رسوله ﷺ والاقتداء به كما في قوله ﷿ – ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: ٢١) . ثم استجابة لرسوله ﷺ في أمره الأمة بإتباع سنته والالتزام بها، كما في قوله ﷺ: "خذوا عني مناسككم" (٣) . وقوله ﵊:
(١) رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل ٢/٣٥٣ برقم ٦٣٦، وأحمد ١/٤٦١، والدارمي في الصلاة ١٠٣. (٢) رواه أبو داود. وابن عبد البر في جامع بيان العلم. (٣) رواه النسائي ٥/٢٧٠ كتاب مناسك الحج، الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم، وأحمد ٣/٣١٨.
1 / 70