فهم، من وجه، قد يشيرون إلى هذا، وإن لم يتفق لهم التصريح به.
ثم هذا المزاج على وجوه:
إما أن يكون الحار من البسايط يسخن البارد مقدار ما يبرد الحار، حتى يحصل أمر متوسط بين حميتى البرد والحر، وكذلك بين الرطوبة واليبوسة، فيسمى هذا الامتزاج معتدلا مطلقا.
فإن كان اعتدال بين الحر والبرد، ولم يكن بين الرطوبة واليبوسة؛ بل غلبت الرطوبة، قيل مزاج رطب، أو غلبت اليبوسة، قيل مزاج يابس.
وإن كان الأمر بالعكس، فكان اعتدال بين الرطوبة واليبوسة، ولم يكن بين الحرارة والبرودة؛ بل غلب الحر أو البرد قيل مزاج حار، أو مزاج بارد.
فتكون هذه أمزجة خارجة عن الاعتدال خروجا بسيطا، وذلك إذا استقر الفعل والانفعال على غلبة من أحد طرفى مضاد وعلى اعتدال بين الطرفين الآخرين. و بازائها أربعة أخرى مركبة، وذلك عندما لا يقع بين طرفى مضادة من المضادين اعتدال؛ بل يكون الاستقرار على غلبتين، فيكون حار يابس، وبارد يابس، وحار رطب، وبارد رطب؛ فتكون جميع الأمزجة تسعة، معتدلة، وأربعة بسائط، وأربعة مركبات.
فإذا قد قلنا فى الكون والاستحالة وما يتصل بهما، وفرغنا من جميع ذلك فبالحرى أن نتكلم فى النمو.
صفحه ۱۳۹