وكذلك ما قيل من أن الجسم السايل ينعقد حجرا، والمتحجر يستحيل ماء من غير اجتماع، ولا افتراق، ولا انقلاب من هيئة ووضع. فإنه إن زيد فى هذه المقدرة شرط الإدراك بالحس، حتى يصدق ويسلم، لم يلزم شىء؛ لأنه ليس يجب، إذا لم يكن افتراق واجتماع محسوس، أن لا يكون ألبتة البتة . وإن لم يشترط بل ادعى أنه لم يحدث فيها اجتماع وافتراق واختلاف ترتيب ووضع، ولا ما لا يدركه الحس، لم يسلم. فهذه الاعتراضات عليهم أشبه بالتكلف والتعتت، فلنرجع الآن إلى التفرقة بين الكون والاستحالة.
صفحه ۱۲۱