الفصل الرابع فصل فى إبطال قول أصحاب الكمون ومن يقرب منهم ويشاركهم فى نفى الاستحالة
وإذ ليس نقض القياس المنتج لمطلوب ما كافيا فى نقض المطلوب نفسه.وكيف وربما أنتج صادق عن مواد كواذب، وربما أنتج صادق لا من قياس صحيح فى صورته؟ فبالحرى أن نشتغل بنقص مذهب مذهب نفسه لنتوصل من ذلك إلى تحقيق التفرقة بين الكون والفساد وبين سائر الحركات، ونستعد لتحقيق القول فى عدد العناصر وطبائعها، وفى الفعل والانفعال، والامتزاج.
ولنبدأ بمذهب أصحاب الكمون:
أما الطبقة القائلة منهم إن فى كل جسم مزجا من أجزاء كامنة لا تتناهى، فيكذبهم ما علم قبل من امتناع وجود جرم متناه مؤلف من أجزاء فيه بلا نهاية، كانت أجراما أو غير أجرام، كانت متساوية الكبر، إن كانت أجراما ، أو مختلفة.
صفحه ۱۰۱