246

شفاء السقام

شفاء السقام في زيارة خير الأنام ﷺ

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

۱۴۱۹ ه.ق

ژانرها

فقه

يجيب إليه.

والثاني: أن يكون ذلك من باب قوله: (ما أنا حملتكم، ولكن الله حملكم) أي أنا وإن استغيث بي، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، وكثيرا ما تجئ السنة بنحو هذا من بيان حقيقة الأمر ، ويجئ القرآن بإضافة الفعل إلى مكتسبه، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يدخل أحدا منكم الجنة عمله) مع قوله تعالى: * (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) *.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا...).

فسلك الأدب في نسبة الهداية إلى الله تعالى، وقد قال تعالى: * (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) * فنسب الهداية إليهم، وذلك على سبيل الكسب، ومن هذا قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: * (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) *.

وأما قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت) فالأحسن أن يكون المراد به التسلية، والحمل عن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عدم إسلام عمه أبي طالب!!! فكأنه قد قيل: (أنت وفيت بما عليك، وليس عليك خلق هدايته، لأن ذلك ليس إليك، فلا تذهب نفسك عليه).

وبالجملة: إطلاق لفظ (الاستغاثة) بالنسبة لمن يحصل منه غوث - إما خلقا وإيجادا، وإما تسببا وكسبا - أمر معلوم لا شك فيه لغة وشرعا، ولا فرق بينه وبين السؤال، فتعين تأويل الحديث المذكور.

وقد قيل: إن في البخاري في حديث الشفاعة يوم القيامة (1): فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو حجة في إطلاق لفظ (الاستغاثة).

ولكن ذلك لا يحتاج إليه، لأن معنى (الاستغاثة) و (السؤال) واحد سواء عبر

صفحه ۳۱۷