الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب
الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب
ناشر
*
شماره نسخه
١٤٠٠هـ
سال انتشار
١٩٨٠م
ژانرها
وقال سماحته في آخر محاضرته القيمة: لقد ظلت دعوة الشيخ المجدد ﵀ صورة حية في حياة سكان الجزيرة العربية وغيرهم من سكان آسيا وإفريقيا كما كان كفاحه ونضاله في سبيل تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله والعمل على توحيد الجزيرة العربية في كيان واحد يلم شعثها. فقد كانت الجزيرة العربية قبل دعوة هذا الإمام المصلح مجزأة في غمارات صغيرة مختلفة متناحرة يأكل قويهم ضعيفهم ويستبيح ماله وعرضه. مجتمعًا تسوده الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء فعبدت الأشجار والأحجار والفئران والأموات من دون الله، كانت المرأة في ذلك الزمن تأتي إلى فحل النخل وتحتضنه قائلة: يا فحل الفحول أريد زوجًا قبل الحلول وقد ذكرت كتب التاريخ أشجارًا وأحجارًا وغيرها يرتاداها الجهلة من الناس من غير نكير. فبلغت درجة من التخلف عظيمة كانت تلك الإمارات وكانت القبائل فئات متناحرة تتصرف بعقلية متعفنة وبعادات جاهليّة، فجاهد الشيخ محمد بن سعود ومن بعده من أمراء الدولة السعودية الأولى في سبيل تصحيح العقيدة ومحاربة ما ورثه الأبناء عن الآباء من مخالفة كتاب الله وسنة رسوله ﷺ حتى عاد للجزيرة العربية وجهها المشرق وكان لها وضع مذهل وذلك بفضل قوة الإسلام وحمايته من قبل الحكم العادل..
هما السيف والقرآن قد حكما معًا ... فلم يتركا زيفًا ولم يتركا خرفًا. كان الشيخ بجانبه الإمام المسلم الذي اشرب قلبه بلبان التوحيد رائدي منهج وخطة عمل فهما أخذا على عاتقهما إصلاح المجتمع الجاهلي عقيدة وسلوكًا وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر. والله المسؤول أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يهدينا سواء السبيل. وأن يغرس لهذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتهاك المبطلين – وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين-.
1 / 106