Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons
دروس الشيخ عبد الحي يوسف
ژانرها
حكم الاستهزاء بالحديث النبوي
السؤال
تردد في هذه الأيام رسائل في الجوال بين الشباب على شاكلة الأحاديث النبوية مثل: عن أبي نوكيا كثر الله رصيده اتصل علينا، فإن لم تستطع فبرسالة، فإن لم تستطع فبرنة، فما حكم هذا؟
الجواب
هذا من الاستهزاء والسخرية بالرسول ﷺ وبالسنة، والواجب الضرب على أيدي هؤلاء، ولا يفعلها سليم القلب أبدًا، فالإنسان الذي يجعل من الأحاديث النبوية مادة للسخرية والتندر وإدخال الكلمات الأعجمية، هذا إنسان قد بلغ من الحقارة شأوًا بعيدًا، فأنا أريد أن أنصح الإخوان نصيحة عامة فأقول: رسائل الجوال يا إخواننا مزعجة، وبعض الناس يرسل إليك رسالة فيها دعاء: اللهم أعط فلانًا كذا وكذا، وما إلى ذلك، بينما ينبغي أن يكون دعاء المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب، وهناك دعوات لا تجوز، فرجل أرسل لي رسالة فيها: أسأل الله أن يعطيك عمر نوح، وجمال يوسف، وصبر أيوب، وحكمة لقمان، إلى أن ختمها بالرسول ﷺ، سبحان الله! الأشياء التي جعلها الله ﷿ في القمة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، مثلًا: عمر نوح ألف سنة، فهل يعيش الرجل ألف سنة في هذا الزمن؟! والرسول ﷺ قال: (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين)، ففيه اعتداء.
قال أهل العلم في قوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف:٥٥]: من الاعتداء في الدعاء أن تسأل الله المستحيل، كأن تقول: اللهم لا تمتني أبدًا، أي: خلدني في الأرض، هذا مستحيل، اللهم أنزلني في الجنة منزلة فوق منزلة النبيين، هذا مستحيل! كذلك قولهم: جعلك الله ملازمًا للحق، نقيبًا، رائدًا، وأمسك بالرتب حتى وصل للمشير، وهذا أيضًا من الاعتداء في الدعاء لا ينبغي.
10 / 11