فقاطعه: لا تكن ساذجا يا يحيى، لقد انحرفت، وقد كانت في الأصل عاهرة محترفة!
اصفر وجهه وهتف بصوت متهدج: لا!
فضحك جندي الأعور وقال: براءتك مذهلة، مثل أزهار هذه الحديقة، ولكن آن لك أن تفيق، المرأة كانت محترفة، وقد تزوج منها على رغمي مدعيا أنه يفعل خيرا يستحق عليه الثواب، لم تكن إلا شهوة عمياء ينز بها ثور، وقد رجع إلى فسقه وأرجعها إليه.
أحنى يحيى رأسه في غاية من الغم، فقال الرجل: حاولت الإصلاح فلم أوفق، هددته وهددتها، انتهى الحال بإنذاره بالطرد والحرمان، فكان رده السعي لاغتيالي.
تنهد يحيى أو تنفس بصعوبة، فمضى الرجل قائلا: لا شك عندي في أنها شريكته، إنها داهية بقدر ما هو غبي.
امتلأ الجو بالغبار فلم تبق ثغرة لكلمة طيبة غير أن جندي الأعور قال: أمك تلح علي في أن أهبه عمارة دفعا للمزيد من شره، ولكني ما زلت مترددا.
عند ذاك قال يحيى بشجاعة: أعتقد أنه اقتراح حكيم، فهناك أيضا حفيدتك وهي بريئة.
فقال بازدراء: لا أصدق أن تخرج نبتة طاهرة من مستنقع قذر.
فقال يحيى مستميتا في الدفاع: لكني أعرفها حق المعرفة.
فقال ساخرا: أنت لا تعرف شيئا، لذلك رأيت أن الواجب يطالبني بإزاحة الستار عما لم تعلم، خاصة وأنه لم يبق لي سواك!
صفحه نامشخص