يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا .
وقوله في السورة نفسها:
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما * لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا .
هنالك رضي عمر كل الرضى حين وضع الله بيوت النبي حيث ينبغي أن توضع من الإجلال والكرامة، ولم يقف أمر عمر عند هذا الحد؛ بل راجعته امرأته في بعض أمره فأغضبه ذلك فزجرها، فقالت له امرأته: ويحك! إنك لتأبى علي أن أراجعك، وإن ابنتك وغيرها من أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم
ليراجعن رسول الله حتى يغضبنه، فأسرع عمر إلى ابنته حفصة أم المؤمنين فسألها: أفي الحق إنكن تراجعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟! قالت: أجل ! والله إنا لنراجعه. فوعظها عمر في ذلك ما استطاع، ثم ذهب حتى استأذن على أم سلمة أم المؤمنين، وكانت بينه وبينها قرابة من قبل أمه، فسألها في ذلك، فقالت: لله أنت يا ابن الخطاب! دخلت في كل شيء حتى تريد أن تدخل بين النبي وأزواجه! فأسكتته، وانصرف عمر خجلا.
ومن قبل ذلك كله وقف عمر موقفا طابقه القرآن عليه، وذلك في أعقاب غزوة بدر حين شاور النبي في أمر الأسرى، فأشار عمر بقتلهم، وأشار أبو بكر بالفداء، وأنزل الله في سورة الأنفال لومه للنبي والمسلمين في قبول الفداء كما رويت ذلك فيما قدمت من حياة أبي بكر.
فليس غريبا أن يتحدث الرواة بأن النبي
صلى الله عليه وسلم
صفحه نامشخص