رأى على عمر قميصا، فقال له: أجديد قميصك أم لبيس؟ قال عمر: بل هو لبيس يا رسول الله.
فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا، وليعطك الله قرة عين في الدنيا والآخرة.
فمن أجل ذلك كان عمر يسأل الله الشهادة في سبيله ووفاة في بلد نبيه، فلما سئل: كيف يعطيه الله الشهادة ويميته في بلد النبي؟! قال: الله يأتي بها أنى شاء. وقد استجاب الله له، فمات شهيدا في مدينة النبي
صلى الله عليه وسلم ؛ قتله رجل مجوسي من العجم، وقتله في أحب الأوقات إلى الله - عز وجل - وهو الوقت الذي تؤدى فيه صلاة الفجر، والله - عز وجل - يقول لنبيه
صلى الله عليه وسلم ، من سورة الإسراء:
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا .
وقتله المجوسي وقد كبر عمر لصلاة الفجر، فلا شك في أن الله - عز وجل - قد استجاب لنبيه، إن صح الحديث الذي رويناه آنفا، واستجاب لعمر دعاءه الذي كان يدعو به كما روينا، وقد سقط عمر وهو يقول كلمة من القرآن:
وكان أمر الله قدرا مقدورا .
وقد أتيح له أن يحقق شيئا كان يهتم له أشد الاهتمام، وهو أن يدفن مع أخويه: رسول الله، وأبي بكر. وكان قد استأذن عائشة في ذلك قبل أن يطعن، فلما أوصى بما أوصى به من أمر المسلمين وفرغ لنفسه قال لابنه عبد الله: اذهب إلى عائشة أم المؤمنين وقل لها: إن عمر - ولا تقل: أمير المؤمنين. فإني لست لهم الآن بأمير - يستأذن في أن يدفن مع أخويه. وقال لابنه: إنها كانت قد أذنت قبل ذلك، لكني أخشى أن يكون ذلك لمكان السلطان. فذهب عبد الله وعاد إليه بإذنها فأرضاه ذلك كل الرضى.
صفحه نامشخص