صلى الله عليه وسلم
تسامعوا بأمر عبيد الله فأرسلوا من جاءهم به، ولولا ذلك لاستعرض بسيفه من كان في المدينة من الأعاجم.
وما زال عمرو بن العاص بعبيد الله حتى أخذ منه سيفه، وقام إليه سعد بن أبي وقاص، فساوره مساورة عنيفة، وفعل مثل ذلك عثمان بن عفان، وكان يقول له: قتلت رجلا يصلي ورجلا له ذمة رسول الله، ما في الحق تركك.
ويقال: إن أصحاب النبي سجنوا عبيد الله، فلما استخلف عثمان استشار فيه المسلمين، فقال: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الإسلام فتقا. فأشار بعضهم بقتله، وخالف بعضهم، وقال: لعلكم تريدون أن تلحقوا بعمر ابنه، فدخل عمرو بن العاص في الأمر، وقال لعثمان: إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على المسلمين، فلا تعرض له، فعفا عنه عثمان وأدى دية الرجلين والصبية، فيما يقول الرواة.
وقد فصلنا في غير هذا الموضع ما كان من أمر عبيد الله بعد أن استخلف عثمان، فلا نعود إليه هنا، وإنما نذكر أن العفو عن عبيد الله كان مما أخذ به عثمان حين أنكر الناس بعض أمره.
وكان علي من الذين رأوا قتله، فلما استخلف علي فر عبيد الله، فلحق بمعاوية وقتل في موقعة من مواقع صفين، وكذلك تعدى عبيد الله حدود الإسلام حين ثأر لنفسه بيده، وكان الحق أن ينتظر حتى إذا اختار أهل الشورى خليفة للمسلمين عرض عليه قضيته وأتى بالبينة، على أن الهرمزان وجفينة وصبية أبي لؤلؤة قد أعدوا لقتل عمر، فإن ثبت ذلك عند الخليفة كان من حق الخليفة أن يقصه منهم بالقتل أو بما بدا له من العقوبة.
ولكن عبيد الله أخذته حمية الجاهلية الأولى، فقتل من قتل معتديا غير متثبت ولا صادر عن حكم الإمام، فكانت عاقبة ذلك وبالا عليه وفرقة بين المسلمين.
22
ويزعم الرواة أن النبي
صلى الله عليه وسلم
صفحه نامشخص