وأتذكر أني أشرت إلى نكات بيت فيها لا سيما ذلك البيت الذي وصف الموت والنقل والدفن منذ وجد الخلق وشطره الثاني: ... ... ... ...
قيام بتلك الصحاري قعود
وأما البيت الذي فيه وصف أجساد الموتى، وشطره الثاني: ... ... ... ...
وكم من قروح وكم من صديد
فلم أحبه على ما فيه من صحة، وقد ذكرت عنه أنه يليق بأن يتلى على مائدة رهبان في دير، فإن من عادة هؤلاء إذا جلسوا إلى طعام أن يجعلوا أحدهم يقرأ عليهم من الزهديات والمحزنات وذكرى الموت وأمامه جمجمة. •••
ومما لا يجوز أن أغفله من تاريخ علاقاتي مع شوقي أنه في سنة 1328 سألني سليم أفندي سركيس عن رأيي في شعراء العصر لينشر هذا الرأي في مجلته، فلم أجد بدا من إجابته بمقال نشره في مجلة سركيس، ثم أعاد نشره بعد ذلك بسنوات في جريدة المؤيد، وقد كان سبب إعادة هذا الفصل في المؤيد أنه بينما كنت في مصر قاصدا الجهاد في طرابلس الغرب ألقى علي أحد الأدباء في المؤيد سؤالا يستنطقني فيه عما أراه من طبقات الشعراء المعاصرين، فاستعفيت تلك النوبة من الجواب حتى لا أقع في مشكل المفاضلة بينهم وأنا على سفر إلى برقة وعندي من الهموم بمسألة طرابلس ما يشغلني عن الشعراء والحكم أيهم أشعر. نعم أجبت السائل بكليمات في المؤيد قلت له فيها: لماذا هذا السؤال؟ أفزامر الحي لا يطرب؟
وكان مرادي بذلك من طرف خفي أنه ما دام شوقي في مصر، فلماذا يسألون عن أشعر الشعراء.
إلا أن سركيس قام ونشر في المؤيد جملة أشار فيها إلى مقالتي الأولى التي كان قد أثبتها في مجلته وأعاد نشرها في المؤيد، وهي هذه ...
رأي المؤلف في أشعر الشعراء
كلام عن المتنبي ووجه الشبه بينه وبين شوقي
صفحه نامشخص