الأربعاء 13 رمضان/28 يونيو
الخطرة واللمحة والمصادفة
لا تحتقر الخطرة في فكرك، واللمحة من بصرك، والمصادفة في عملك؛ فربما فتحت كل واحدة لك سبلا، ومدت أمامك آفاقا. وكم من اختراع أدت إليه خطرة لم يحقرها صاحبها، وهدت إليه لمحة لم يهملها لامحها، أو نبهت إليه مصادفة لم يغفل عنها المصادف!
ولعل أكثر ما يميز بين المخترعين والمفكرين والمؤلفين وبين غيرهم اهتمام أولئك بكل ما يعرض لهم، والتأمل فيه ووصله بما يليه، ومتابعة البحث والضبط والاستقراء حتى يهتدى إلى نتائج؛ فتخترع الآلة أو توضع النظرية، أو تؤسس قواعد علم.
هداني إلى هذه الكلمة أني تنبهت من رقادي اليوم وأنا صائم، فأحسست الهمود والكلال، فلم أهم بعمل يحتاج إلى مئونة من الجسم أو الفكر. ونظرت حولي إلى متناول يدي فرأيت مجلدا من كتاب «الذخيرة» لابن بسام، وقد رأيته من قبل مرات فلم أعبأ به، ففتحته على فصول للكاتب العبقري ابن شهيد، فحي في نفسي الإعجاب بهذا الرجل النابغ. وذكرت ما جال في فكري حينما أشرفت على نشر أقسام من هذا الكتاب، أن ابن شهيد جدير أن يشاد بذكره، ويعترف بمكانته، وعاودني الأمل في أن أخرج كتابا عنه يلفت النظر إليه، ويدعو الآباء إلى العناية به، وتقصي أخباره وآرائه ورسائله.
قلت لنفسي: إن تناول هذا الكتاب على كسل وتهاون، أثار في الفكر هذا كله، فإن صح عزمك فستخرج هذه اللمحة أو المصادفة كتابا عن «ابن شهيد».
وتلك الأمثال نضربها للناس .
الخميس 14 رمضان/29 يونيو
ضوضاء هذه المدنية
هذه مدنية ذات ضوضاء شديدة؛ ضوضاء حسية وضوضاء معنوية، ضوضاء نفسية وضوضاء خارجية في الأنفس والآفاق.
صفحه نامشخص