فلزم علينا عند ذلك أن تتبعنا ما تيسر تتبعه وأجبنا عنه بمؤلف سميناه ب " الشواهد المكية في مداحض حجج الخيالات المدنية " ولا نبرئ أنفسنا عن الخطاء والزلل في القول والعمل، والله الهادي إلى الصواب وإليه المرجع والمآب.
ولما كان ملك ملوك الأمم وصاحب العز والعدل والسيف والقلم، المؤيد بعناية الإيمان، والخاذل لحزب الشيطان، ظل الله على المؤمنين وحافظ شريعة سيد المرسلين، الحقيق من الله بالنصر على من ناواه، السلطان بن السلطان الملك المظفر السلطان: عبد الله قطب شاه - أدام الله إقباله وأبد عزه وإجلاله ولا زال أمداد أقلام السعود تجري بدوام عزه وسلطانه وأقدار الأفلاك تقضي بحصول مطالبه وقوة إمكانه - ممن يجب إهداء كل نفيس إليه ويحسن عوض كل جليل عليه؛ والعجز والقصور يقعدني عن إهداء تحفة دنياوية وخطيرة مالية ورأيت العلم أرغب مرغوب إليه وأجل متنافس فيه بين يديه، سيما ما اشتمل على الذب عن الطعن في حق جماهير العلماء المجتهدين ورد كلام الحمقاء المخترعين تخطئة أكابر الدين فيما هو الحق باليقين، فجعلت هذا المؤلف مع الدعاء الخاص الصادر عن الإخلاص تحفة وهدية لخزانة كتبه العامرة الوافية بالقواعد والأحكام والوافرة بتحقيق المطالب في كل مرام، ولعله حين يتشرف من حضرته بالوصول يقع من جليل ألطافه في خير القبول. والحمد لله أولا وآخرا وعلى كل حال .
* هذا الكلام أول التعدي والخروج عن الواقع ونسبة أهل الفضل والتحقيق إلى ما هم بريئون منه، وكيف يدعي خروج أقوالهم عن المتواتر ومع ثبوت التواتر المفيد للعلم يتصور من هؤلاء العلماء الأجلاء خروج أقوالهم عنه وعدولهم عن المعلوم إلى المظنون؟ فكأن المصنف كان عنده من آثار الأصول والحديث ما لم يكن عندهم أو اطلع بسعة علومه على ما لم يطلعوا عليه! وهذه دعوى لا يليق بعاقل ادعاؤها في مثل هذا الزمان مع تباعد عهده وقرب عهدهم. ومن تمام الجهل نسبة هؤلاء الأجلاء إلى الغفلة وعدم الاطلاع على الأحاديث بجهالة المتواتر منها وغيره.
ومما يدل دلالة واضحة على خلل ما اعتقده وتفرد به مما ذكره ومما يأتي أنه لم يوجد
صفحه ۲۹