186

وجملة «أن يكون» مفعول المشية و«كن» مقول القول والإتيان بصيغة الماضى في قوله «فكان» مع مجيئه في القرآن بصيغة المضارع لرعاية السجع، وللدلالة على عدم التراجي بين القول والكون إلى حد لا يمكن أن يكون ذلك الكون مستقبلا بالنسبة إلى القول، بل للتنبيه على ان القول هو نفس كون الشيء المراد وجوده على ما هو التحقيق في معنى كلمة «كن»

ومما يعجبني ذكره في هذا المقام، قول بعض أهل المعرفة [1] وهو ما ملخصه: ان المبدأ الأول [2] لما أعطى [3] الحقائق جعل إيجاد العالم عن نفسه وإرادته التي هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمره [4] وقوله [5] الذي هو مباشرة الأمر الإيجادي يعني كلمة «كن»؛ إذ النتيجة لا يكون الا عن فردية، والثلاث أول الأفراد، والعين واحدة والنسب مختلفة فانها من حيث يتبعها الوصفان اللاحقان ذات، وباعتبار التوجه بهذا التخصيص مريد، وباعتبار مباشرته للإيجاد بكلمة «كن» قائل.

ولذلك صارت حدود القياس ثلاثة: الأصغر والأكبر والأوسط فالتثليث معتبر في الإنتاج والعالم نتيجة بلا شك.

[انه تعالى ابتدع ما خلق بلا مثال سابق]

ابتدع ما خلق بلا مثال سبق، ولا تعب ولا نصب، وكل صانع شيء فمن شيء صنع، والله لا من شيء صنع ما خلق

«الإبداع» «والابتداع» بمعنى وهو إيجاد الشيء لا عن مثال سابق ولا في مادة

صفحه ۲۰۱