287

شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه

شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه

ژانرها

قوله: "التأديب" هو قريب من الندب إلا أن الندب لثواب الآخرة، والتأديب لتهذيب الأخلاق وإصلاح العادات، وكذا الإرشاد قريب منه إلا أنه يتعلق بالمصالح الدنيوية، والتهديد هو التخويف، ويقرب منه الإنذار مثل قوله تعالى: {قل تمتع بكفرك قليلا} [الزمر:8] فإنه إبلاغ مع تخويف، وقوله كلوا للامتنان على العباد بقرينة قوله: {مما رزقكم الله} [المائدة:88]، وقوله ادخلوها، أي الجنة للإكرام بقرينة قوله: {بسلام آمنين} [الحجر:46]، وقوله: انجلي، أي انكشفي 1) الإرشادات كقوله تعالى: {وأشهدوا إذا تبايعتم} [البقرة:282].

2) الإباحة نحو: {كلوا} [البقرة:57].

3) التهديد نحو: {اعملوا ما شئتم} [فصلت:40].

4) الامتنان نحو: {وكلوا مما رزقكم الله} [المائدة:88].

5) الإكرام نحو: {ادخلوها بسلام آمنين} [الحجر:46].

6) التعجيز نحو: {فأتوا بسورة} [البقرة:23].

7) التسخير نحو: {كونوا قردة} [البقرة:65].

8) الإهانة نحو: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} [الدخان:49].

9) التسوية: نحو: {فاصبروا أو لا تصبروا} [الطور:16].

10) الدعاء: نحو اللهم اغفر لي.

11) التمني: نحو ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي.

12) الاحتقار نحو: {ألقوا ما أنتم ملقون} [يونس:80].

13) التكوين: نحو: {كن فيكون} [البقرة:117].

"قلنا لو وجب التوقف هنا لوجب في النهي لاستعماله في معان"، وهي التحريم كقوله تعالى: {لا تأكلوا الربا} [آل عمران:130]، والكراهة كالنهي عن الصلاة في الأرض المغصوبة، والتنزيه نحو: {ولا تمنن تستكثر} [المدثر:6]، والتحقير نحو: {ولا تمدن عينيك} [طه:131]، وبيان العاقبة: نحو: {ولا تعتدوا} [البقرة:190]، والإرشاد: نحو: {لا تسألوا عن أشياء} [المائدة:101]، والشفقة نحو النهي عن اتخاذ الدواب كراسي والمشي في نعل واحد "ولأن النهي أمر بالانتهاء" عطف على قوله لاستعماله في معان فلا يبقى الفرق بين قولك "افعل ولا تفعل"؛ لأنه يصير موجبهما التوقف، والفرق بين طلب الفعل وطلب الترك ثابت بديهة. "وهذا الاحتمال يبطل الحقائق" يمكن أن يراد بها حقائق الأشياء فإنه لو اعتبر مثل هذه الاحتمالات يجوز أن لا يكون زيد زيدا بل عدم الشخص الأول، وخلق مكانه

...................................................................... ..........................

جعله للتمني؛ لأنه استطال تلك الليلة حتى كان انجلاؤها بالصبح من قبيل المحالات التي لا رجاء في حصولها، وقوله ألقوا احتقار لسحر السحرة في مقابلة المعجزة الباهرة بدلالة الحال، والتكوين هو الإيجاد.

صفحه ۲۸۸