315

شرح طلعة الشمس على الألفية

شرح طلعة الشمس على الألفية

ژانرها

الشرط العاشر: أن لا يكذب الراوي أصله الذي روى عنه كما إذا روي عن ابن عباس مثلا، فقال ابن عباس: "ما رويت هذه الرواية ولا حدثت بها أحدا"، فإن تلك الرواية لا تقبل وإن كان الراوي عدلا مثلا لحصول الشك فيها فيحصل ضعف الظن في صدقه فلا تقبل رواية من شك في صدقه ولا يجرح في عدالتهما ما لم يصرح أحدهما بتكذيب الآخر كأن يقول له: كذبت علي، فمن صرح منهما بالتكذيب ابتداء سقطت عدالته، وما ذكرته من رد قبول الرواية إذا أنكرها من رويت عنه هو قول أبي الحسن الكرخي وبعض الحنفية وأبي عبد الله البصري وذهب الشافعي وبعض الحنفية وغيرهم إلى قبولها مع ذلك محتجين بان المعتبر العدالة في قبول الرواية وإنكار المروي عنه رواية الراوي لا يقدح في عدالة الراوي لجواز كون المروي عنه نسي ما رواه، قلنا لا نسلم أن المعتبر في قبول الرواية العدالة فقط بل المعتبر العدالة ومعها أمور أخر منها أن يرجح الظن بصدق الراوي ولذا رد أبو بكر وعمر قول عثمان في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن له في رده الحكم ولذا أيضا لم يقبل أبو بكر رواية المغيرة بن شعبة في ميراث الجدة حتى رواها غيره ونحو ذلك مما مر ذكره على أن الصحابة في ذلك اليوم كانوا جميعا عدولا، وأيضا فالتدليس عيب في الرواية اتفاقا وإن كان من عدل وإن اختلف في قبول بعض أنواعه على ما مر فظهر اعتبار أمور غير العدالة في قبول الرواية فلا تقبل رواية أنكرها من رويت عنه، أما إذا قال: لا أدري هذه الرواية أو لا أعلم أني رويتها أولا أحفظ ذلك والراوي جازم بانها عنه قبلت اتفاقا لصحة الذهول والنسيان ونحو ذلك فيحتمل أن يكون من رويت عنه نسي ذلك فتقبل من الراوي لكونه عدلا مظنون الصدق، مثال ذلك إنكار سهيل ابن أبي صالح حديث القضاء بالشاهد واليمين وقد رواه عنه ربيع ثم كان يرويه سهيل عن ربيعة ويقول

حدثني ربيعة عني ونحن لم نرد هذا الحديث لهذه العلة لكن لعدم صحة الحديث معنى، والله أعلم، ثم إنه أخذ في بيان صفة العدل وحكم التعديل والتجريح فقال:

ذ ... كر صفة العدل وحكم التعديل

والعدل من يفعل كل ما يجب ... عليه والمحرمات يجتنب

صفحه ۳۷