Sharh Sunan Abi Dawood by Al-'Abbad
شرح سنن أبي داود للعباد
ژانرها
شرح حديث: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)
قال المصنف رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ ﵁: (أنه أتى النبي ﷺ وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر، أو قال: على طهارة)].
أورد أبو داود رحمه الله تعالى حديث المهاجر بن قنفذ ﵁: (أنه مر على النبي ﷺ وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد ﵇، حتى توضأ ورد ﵇، ثم اعتذر النبي ﷺ إليه وقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر).
أي: أن حالة البول هذه حالة ليست محلًا لذكر الله ﷿، ولكن بعد أن يقضي الإنسان حاجته -حتى قبل أن يتوضأ- هذه حالة لا مانع فيها من ذكر اسم الله ﷿، ولا مانع من قراءة القرآن، والقرآن هو خير الذكر وأفضل الذكر.
ولكن كون النبي ﷺ لم يرد ﵇ إلا بعد أن توضأ، وأشار إلى أنه كره أن يرد إلا وهو على طهارة فيه إشارة إلى الأكمل، وفي هذا أيضًاَ إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له أن يحرص على أن يكون على طهارة؛ حتى يكون أكمل في ذكره لله ﷿ وفي قراءته للقرآن.
وإن كان ذكره لله ﷿ بعدما ينتهي من بوله وقبل أن يتوضأ سائغ وجائز، إلا أن هذا فيه إشارة إلى الأكمل وإشارة إلى الأفضل، وفيه حسن خلقه ﷺ في اعتذاره للمهاجر بن قنفذ وبيانه له حتى يكون في ذلك بيان لهذا الحكم الشرعي، ولتطييب خاطره ونفسه من كونه سلم ولم يرد عليه، وفيه تنبيه أيضًا كما أسلفت إلى أن الإنسان لا ينبغي له أن يسلم على من يقضي حاجته.
7 / 6