٣٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن يسَاف قَالَ لما أحتضر عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ لَهُ إبنه يَا أبتاه إِنَّك كنت تَقول لَيْتَني ألْقى رجلا عَاقِلا عِنْد نزُول الْمَوْت حَتَّى يصف لي مَا يجده وَأَنت ذَلِك الرجل فَصف لي الْمَوْت قَالَ يَا بني وَالله لكأن جَنْبي فِي تخت وَكَأَنِّي أتنفس من سم إبره وَكَأن غُصْن شوك يجر بِهِ من قدمي إِلَى هامتي
٣٤ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن عوَانَة بن الحكم قَالَ كَانَ عَمْرو بن الْعَاصِ يَقُول عجبا لمن نزل بِهِ الْمَوْت وعقله مَعَه كَيفَ لَا يصفه فَلَمَّا نزل بِهِ قَالَ لَهُ إبنه عبد الله يَا أَبَت إِنَّك كنت تَقول عجبا لمن نزل بِهِ الْمَوْت وعقله مَعَه كَيفَ لَا يصفه فَصف لنا الْمَوْت قَالَ يَا بني الْمَوْت أجل من أَن يُوصف وَلَكِن سأصف لَك مِنْهُ شَيْئا أجدني كَأَن على عنقِي جبال رضوى وأجدني كَأَن فِي جوفي شوك السلاء وأجدني كَأَن روحي تخرج من ثقب إبرة
٣٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وإبن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ابْن أبي مليكَة أَن عمر ﵁ قَالَ لكعب أَخْبرنِي عَن الْمَوْت قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ مثل شَجَرَة كَثِيرَة الشوك فِي جَوف إِبْنِ آدم فَلَيْسَ مِنْهُ عرق وَلَا مفصل إِلَّا فِيهِ شَوْكَة وَرجل شَدِيد الذراعين فَهُوَ يعالجها وينزعها وَلَفظ إِبْنِ أبي شيبَة كغصن كثير الشوك أَدخل فِي جَوف رجل فَأخذت كل شَوْكَة بعرق ثمَّ جذبه رجل شَدِيد الجذب فَأخذ مَا أَخذ وَأبقى مَا أبقى
٣٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن شَدَّاد بن أَوْس الصَّحَابِيّ ﵁ قَالَ الْمَوْت أفظع هول فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة على الْمُؤمنِينَ وَالْمَوْت أَشد من نشر بالمناشير وقرض بِالْمَقَارِيضِ وغلي فِي الْقُدُور وَلَو أَن الْمَيِّت نشر فَأخْبر أهل الدُّنْيَا بألم الْمَوْت مَا انتفعوا بعيش وَلَا لذوا بنوم وَأخرج عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ الْمَوْت أَشد من ضرب بِالسَّيْفِ وَنشر بالمناشير وغلي فِي الْقُدُور وَلَو أَن ألم عرق من عروق الْمَيِّت قسم على أهل الأَرْض لأوسعهم ألما ثمَّ هُوَ أول شدَّة يلقاها الْكَافِر وَآخر شدَّة يلقاها الْمُؤمن
1 / 40