عَملهَا سقما فِي جسده ومصيبة فِي أَهله وضيقا فِي معاشه وإقتارا فِي رزقه حَتَّى أبلغ مِنْهُ مَثَاقِيل الذَّر فَإِن بَقِي عَلَيْهِ شَيْء شددت عَلَيْهِ الْمَوْت حَتَّى يُفْضِي إِلَيّ كَيَوْم وَلدته أمه وَعِزَّتِي لَا أخرج عبدا من الدُّنْيَا وَأَنا أُرِيد أَن أعذبه حَتَّى أوفيه بِكُل حَسَنَة عَملهَا صِحَة فِي جسده وسعة فِي رزقه ورغدا فِي عيشه وَأمنا فِي سربه حَتَّى أبلغ مِنْهُ مَثَاقِيل الذَّر فَإِن بَقِي لَهُ شَيْء هونت عَلَيْهِ الْمَوْت حَتَّى يُفْضِي إِلَيّ وَلَيْسَ لَهُ حَسَنَة يَتَّقِي بهَا النَّار
قَالَ فِي الصِّحَاح فلَان آمن فِي سربه بِالْكَسْرِ أَي فِي نَفسه
٨ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن زيد بن أسلم قَالَ إِذا بَقِي على الْمُؤمن من ذنُوبه شَيْء لم يبلغهُ بِعَمَلِهِ شدد عَلَيْهِ من الْمَوْت ليبلغ بسكرات الْمَوْت وشدائده دَرَجَته من الْجنَّة وَإِن الْكَافِر إِذا كَانَ قد عمل مَعْرُوفا فِي الدُّنْيَا هون عَلَيْهِ الْمَوْت ليستكمل ثَوَاب معروفه فِي الدُّنْيَا ثمَّ يصير إِلَى النَّار
٩ - وَأخرج إِبْنِ مَاجَه عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن الْمُؤمن ليؤجر فِي كل شَيْء حَتَّى فِي الكظ عِنْد الْمَوْت
١٠ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وإبن مَاجَه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن بُرَيْدَة أَن النَّبِي ﷺ قَالَ الْمُؤمن يَمُوت بعرق الجبين
١١ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول وَالْحَاكِم عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول إرقبوا الْمَيِّت عِنْد مَوته ثَلَاثًا فَأَما إِن رشحت جَبينه وذرفت عَيناهُ وانتشر منخراه فَهِيَ رَحْمَة من الله تَعَالَى قد نزلت بِهِ وَإِن غط غطيط الْبكر المخنوق وخمد لَونه وأزبد شدقاه فَهُوَ عَذَاب من الله تَعَالَى قد حل بِهِ
1 / 36