٢ - وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم عَن عَمْرو بن الْحمق قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِذا أحب الله عبدا عسله قَالُوا وَمَا عسله قَالَ يوفق لَهُ عملا صَالحا بَين يَدي أَجله حَتَّى يرضى عَنهُ جِيرَانه
٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عَائِشَة ﵂ مَرْفُوعا إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا بعث إِلَيْهِ قبل مَوته بعام ملكا يسدده ويوفقه حَتَّى يَمُوت على خير أحايينه فَيَقُول النَّاس مَاتَ فلَان على خير أحايينه فَإِذا حضر وَرَأى مَا أعد لَهُ جعل يتهوع نَفسه من الْحِرْص على أَن تخرج فهناك أحب لِقَاء الله وَأحب الله لقاءه وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد شرا قيض لَهُ قبل مَوته بعام شَيْطَانا يضله ويغويه حَتَّى يَمُوت على شَرّ أحايينه فَيَقُول النَّاس قد مَاتَ فلَان على شَرّ أحايينه فَإِذا حضر وَرَأى مَا أعد لَهُ جعل يتبلع نَفسه كَرَاهِيَة أَن تخرج فهناك كره لِقَاء الله وَكره الله لقاءه
قَالَ صَاحب الإفصاح فِي معنى هَذَا الحَدِيث إعلم أَن خُرُوج الرّوح عِنْد دُعَاء ملك الْمَوْت لَهُ من جنس دُعَاء حاوي الْحَيَّة من جحرها وَخُرُوج الجسمين عِنْد الدُّعَاء على حد سَوَاء فَأَما الْمُؤمن فيتهوع نَفسه أَي يَسْتَدْعِي إخْرَاجهَا إِذْ التهوع إِنَّمَا هُوَ إستدعاء الْقَيْء للبروز وَأما الْكَافِر فيتبلع روحه والتبلع رد الْجِسْم الَّذِي فِي الْفَم أَو يُرِيد الرُّجُوع إِلَى الْجوف إنتهى فَائِدَة
قَالَ بعض الْعلمَاء الْأَسْبَاب الْمُقْتَضِيَة لسوء الخاتمة وَالْعِيَاذ بِاللَّه أَرْبَعَة التهاون بِالصَّلَاةِ وَشرب الْخمر وعقوق الْوَالِدين وأذى الْمُسلمين
١١ - بَاب من دنا أَجله وكيفيه الْمَوْت وشدته
قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت﴾
1 / 34