شرح سیر بزرگ
شرح السير الكبير
ناشر
الشركة الشرقية للإعلانات
ژانرها
خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ مُوَلِّيَةً - يَعْنِي انْهَزَمَتْ رَاجِعَةً - ثُمَّ تَبِعَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ، وَتَبِعَهُمْ النَّاسُ مُدْبِرِينَ فَلَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» .
وَفِي الْمَغَازِي أَنَّ إبْلِيسَ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ نَادَى: أَلَا إنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. فَلْيَرْجِعْ كُلُّ ذِي دِينٍ دِينَهُ. فَلِهَذَا انْهَزَمُوا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: ٢٥] وَأَمْعَنَ بَعْضُهُمْ فِي الِانْهِزَامِ حَتَّى انْتَهَى إلَى مَكَّةَ. وَسَمِعَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَاحِدًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَاسْتَرَاحَ النَّاسُ مِنْهُ. وَكَانَ صَفْوَانُ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا فَقَالَ: بِفِيك الْأَثْلَبِ. لَرَبٌّ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ رَبٍّ مِنْ هَوَازِنَ إذَا كُنْت مَرْبُوبًا. قَالَ: «فَاقْتَحَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي دَابَّتِهِ حَتَّى رَأَى الْمُسْلِمِينَ وَلَّوْا مُدْبِرِينَ. فَثَبَتَ قَائِمًا، وَجَرَّدَ سَيْفَهُ وَطَرَحَ غِمْدَهُ. فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ وَهُوَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ اللَّهَ اللَّهَ الْكَرَّةُ عَلَى نَبِيِّكُمْ» . وَذَكَرَ فِي الْمَغَازِي «أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إلَّا عَمُّهُ الْعَبَّاسُ ﵁ عَلَى يَمِينِهِ، وَسُفْيَانُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ﵄ (٣٨ ب) عَلَى يَسَارِهِ. وَمَا كَانَ كَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُنْذُ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إلَى هَذَا الْوَقْتِ، لِكَثْرَةِ مَا كَانَ آذَاهُ بِهِجَائِهِ. فَحِينَ رَأَى ذَلِكَ الْجِدَّ مِنْهُ كَلَّمَهُ وَعَانَقَهُ. وَبَلَّغَ اللَّهُ صَوْتَ رَسُولِهِ إلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَكَبَّرُوا بِأَجْمَعِهِمْ، وَحَمَلُوا عَلَى الْعَدُوِّ حَمْلَةً وَاحِدَةً، فَانْهَزَمَ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يَطْعَنُوا بِرُمْحٍ أَوْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [التوبة: ٢٦]» . الْآيَةَ.
1 / 118