103

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

پژوهشگر

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ثم قال: إنه لشدة هيبته، وارتفاع رتبته، تتواضع الأمراء حول سريره، وتعتصم بالخضوع له، وتريه محبتها، وليست من أشكاله، وتتودده، وهي من آكاله.
وَيُمِيتُ قَبْلَ قِتَالِه، وَيَبَشُّ ... قَبْلَ نَوَالِهِ، وَينِيلُ قَبْلُ سُؤَاِلِه
البشاشة: الاستبشار.
فيقول إن هذا الممدوح يميت بهيبته قبل أن يقاتل، ويستبشر بنواله قبل أن يعطي، وينيل من يقصده قبل أن يسأل.
إنَّ الرِّياحَ إذا عَمدْنَ لِنَاظِرٍ ... أعْنَاهُ مُقْبِلُهَا عن استعْجَالهِ
ثم ضرب له مثلًا، في قوته على ما يقصده، وقدرته على ما يفعل، بالريح في قوة هبوبها، وعجلة مسيرها، فقال: وكذلك الرياح إذا اعتمدت الناظر إليها، أغناه سرعة حلولها عن استعجالها في مسيرها.
أعطَى وَمَنَّ على الملوكِ بِعَفْوِهِ ... حَتَّى تَسَاوَي النَّاسُ في إفْضَالِهِ
يقول: أعطى، فغم بفضله، واقتدر على الملوك المرتفعين عن

1 / 259