Sharh Sahih al-Bukhari - Osama Suleiman
شرح صحيح البخاري - أسامة سليمان
ژانرها
سلسلة شرح صحيح البخاري [١]
من يسر الشرع أن أجاز للمصلي أن يعمل في صلاته بعض الحركات لصالح الصلاة كالمشي أو التقدم والتأخر أو الإشارة أو مسح الحصى للسجود، ولا تبطل صلاته بذلك، كما أجاز له قطع صلاة النافلة لإجابة نداء الأم؛ وذلك لعظم حقها.
1 / 1
باب من رجع القهقرى في صلاة أو تقدم لأمر نزل به
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: قال الإمام البخاري ﵀: [باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم لأمر ينزل به].
البخاري ﵀ يبين لنا أن العمل في الصلاة يجوز، طالما أنه لصالح الصلاة، ولم يكن كثيرًا، وإن كان كثيرًا متفرقًا فلا بأس طالما أنه في صالح الصلاة.
قال: (حدثنا بشر بن محمد إلى أن قال: أخبرني أنس بن مالك ﵁: (أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الإثنين، وأبو بكر ﵁ يصلي بهم، ففجأهم النبي ﷺ قد كشف ستر حجر عائشة ﵂، فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك؛ فنكص أبو بكر ﵁ على عقبيه، وظن أن رسول الله ﷺ يريد أن يخرج إلى الصلاة، وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا بالنبي ﷺ حين رأوه، فأشار بيده: أن أتموا، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر، وتوفي من ذلك اليوم).
سبب ذكر البخاري لهذا الحديث: هو لبيان ما صنع الصديق حينما لاحظ بطرف عينه النبي ﵊ في يوم الإثنين وهم يصلون الفجر.
وكان أبو بكر يؤم الصحابة في الصلاة بأمر النبي ﷺ له أن يصلي بالناس في مرض موته، وقال لـ عائشة: (مروا أبا بكر فليصل بالناس).
قال علي بن أبي طالب على المنبر: (هذا رجل ارتضاه النبي ﷺ لديننا؛ فارتضيناه لدنيانا)، وهذا رد على الرافضة -عليهم من الله ما يستحقون- الذين يسبون الصديق ويقعون فيه، وإني أحذر الشباب الذين يدخلون على شبكات الإنترنت في حوار مع بعض الرافضة أو بعض أهل الكتاب وهم لا يستطيعون الحوار والرد، فيأتون لهم بشبه كثيرة، وهذا أمر خطير؛ لا سيما أن الروافض يملكون من الشبه القوية التي تحتاج إلى أهل علم أثبات، فإن لم تكن من أهل العلم فلا تفتح الباب على نفسك، واترك الأمر لأهل التخصص.
فالنبي ﷺ أمر الصحابة أن يستخلفوا أبا بكر في الصلاة في حال مرضه ﷺ؛ ولذلك أجمع الصحابة على خلافته بعد موت النبي ﷺ، وقد ظل الصديق ﵁ يصلي بالناس في مرض النبي ﵊، فقالت عائشة: (يا رسول الله! مر عمر؛ فإن أبا بكر رجل أسيف لا يملك دمعه إذا قرأ القرآن بكى) أي: هذا دأبه، وهذه صفته، حينما يقرأ القرآن يبكي، وإذا بكى لا يسمع أحد ممن خلفه قراءته.
فقال ﵊: (يا عائشة! مروا أبا بكر فليصل بالناس؛ إنكن صواحب يوسف).
والمعنى: أنها أرادت غير ذلك فهي تعرض بأنه يبكي، ولكن السبب الحقيقي أنها لم ترد لأبيها أن يقوم إمامًا بالناس فيموت النبي ﷺ في إمامته؛ فيربط الناس بين إمامته وبين موت النبي ﵊، فأرادت أن ترفع عن أبيها هذا الحرج، فقالت: (مر عمر، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس).
فكان الصديق يصلي بهم أيامًا متوالية إلى يوم الإثنين، حتى شعر النبي ﷺ بخفة في جسده فقام ورفع الستار من حجرته؛ لأن حجرات نساء النبي ﷺ كانت تطل على المسجد رفع ﷺ سترًا من حجرته وألقى عليهم نظرة الوداع وهم يصلون في صفوف فتبسم ضاحكًا، كان جل ضحك النبي ﷺ تبسمًا، كما قالت عائشة ﵂: (ما رأيت النبي ﷺ مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم)، والمعنى: أنه ما كان يضحك ويفتح فاه حتى ترى مؤخرة فمه، وإنما كان ضحكه تبسمًاَ ﷺ.
وربما قيل عنه: (فضحك حتى بدت نواجذه).
كيف نجمع بين ضحكه حتى تبدو نواجذه، وبين أنه لم يضحك مستجمعًا؟ نجمع بين ذلك بالقول: بأن أكثر الأحوال لضحكه ﷺ أنه كان يتبسم حتى ترى نواجذه، ولا يقهقه.
وقد رأى السلف أحد الناس يقهقه، فقال له: علام تقهقه؟ أعلمت موقعك من الجنة أو النار؟ وقد جاء في ترجمة ربعي بن حراش ﵁ أنه أقسم ألا يستجمع ضاحكًا إلا بعد أن يرى مقعده إلى جنة أم إلى نار.
يقول أخوه: فلما جاءه الموت ما زال مبتسمًا حتى واريناه التراب.
وكما يقال: من ضحك هنا كثيرًا بكى هناك كثيرًا، فكثرة الضحك تميت القلب.
ونحن نقول: مسرحية فيها ألف ضحكة.
أي: تضحك حتى تستلقي على قفاك، يتنافسون بكثرة الضحك، والمسرحيات التي تجذب الناس بكثرة الضحك،
1 / 2
باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة
قال البخاري ﵀: [كتاب العمل في الصلاة: باب: إذا دعت الأم ولدها في الصلاة].
المسألة: أنت تصلي وأمك تناديك! ماذا تصنع؟ إن كان فرضًا فلا يجوز أن تخرج من الصلاة، وهذا رأي جمهور العلماء.
أما إن كانت نافلة فالأمر يختلف، فهل تستجيب لقولها أم تستمر في صلاتك؟ هذا هو الذي لم يجزم به البخاري للخلاف الذي بين أهل العلم فيه؛ لأن البخاري إذا حكم حكمًا فقهيًا يأتي به في عنوان الباب، وإذا لم يجزم بالحكم يترك المسألة دون حكم، كما في هذا الباب، ولو كان البخاري ﵀ يرى حكمًا كالاستحباب لقال: باب استحباب الخروج من الصلاة إذا دعت الأم ولدها في صلاة النافلة، فيذكر الحكم وهو الاستحباب، لكنه هنا ترك التبويب بدون حكم، وكأن المسألة لم تترجح عنده.
قال البخاري: (وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو هريرة ﵁: قال رسول الله ﷺ: (نادت امرأة ابنها وهو في صومعة، قالت: يا جريج! قال: اللهم أمي وصلاتي! قالت: يا جريج! قال: اللهم أمي وصلاتي! قالت: يا جريج! قال: اللهم أمي وصلاتي! فقالت: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجه الميامس، وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم، فولدت، فقيل لها: ممن هذا الولد؟ قالت: من جريج فنزل جريج من صومعته فقال: أين هذه التي تزعم أن ولدها لي؟ قال: يا بابوس! من أبوك؟ قال: راعي الغنم) والحديث ورد في مسلم أيضًا.
1 / 3
خطر فتنة النساء على المجتمع
جريج عبد صالح كان يقيم في صومعة له، ويتعبد الله ﷿، واليهود -كما يعلم الجميع- صناعتهم النفاق، إن أرادوا أن يُضلوا أو يفتكوا بأمة سلطوا عليها النساء، وهذا ما صنعوه بالأمة الإسلامية اليوم، فدور الأزياء العالمية اليوم صناعة يهودية الغانيات والراقصات صناعة يهودية، إذا أرادوا أن يدمروا أمة صدروا لها النساء، (أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء؛ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) كما قال ﵊.
فاليهود أرادوا أن يوقعوا الفتنة بـ جريج، وهو رجل يتعبد في صومعته، فهم يريدون إشاعة الفتنة والفاحشة، كما في قصة واقعة سوق بني قينقاع، وإن كانت القصة ضعيفة عند بعض العلماء، كما في كتاب (قصص لم تثبت)، إنما نريد أن نأخذ منها الشاهد، فقد حاول اليهود كشف النقاب عن وجه امرأة مسلمة فأبت، فربطوا طرف جلبابها بالآخر، بحيث إذا قامت انكشفت سوءتها، فلما أكملت المرأة حاجتها وقامت انكشفت سوءتها؛ فنادت بأعلى صوتها: وا إسلاماه! وكان بجوارها رجل مؤمن فاندفع للدفاع عن عرض المسلمة، فطعن اليهودي فقتله، فاجتمع عليه اليهود فقتلوه، فوصل ذلك إلى النبي ﷺ فأعد جيشًا وأجلاهم بسبب ذلك.
فهم إن فعلوا ذلك تصريحًا في هذه الحادثة، فهم يفعلونه الآن في كل برامجهم وفي كل ما يقدمونه للأمة، وكمثال: الدراسة ستبدأ من الغد إن شاء الله تعالى، فمن أراد أن يشاهد عروض الأزياء فليذهب إلى الجامعة، وسيجد آخر الموديلات والصيحات والتبرج والاختلاط والمصائب الكبرى، فإنا لله وإنا إليه راجعون! أقسم لكم بالله أني حينما أدخل جامعة القاهرة أريد أن ألبس شيئًا لا أرى به شيئًا: معانقة وقبلات وأحضان مصيبة، الحياء ذهب إلا من القليل، ولم يعد الأمر فيه تستر، نسأل الله العفو والعافية، فهذا هو التمدن والحضارة والرقي عبارات يرددونها هكذا!!
1 / 4
حكم قطع صلاة النافلة لإجابة الأم
وفي الحديث: أن أمه أتته فنادته، وكان في صلاة نافلة، فلم يجب عليها في المرات الثلاث، في الأولى قالت: يا جريج! فقال: اللهم أمي أم صلاتي.
يعني: أأخرج من الصلاة لأجيب أمي؟ قال بعض الفقهاء: إجابة الأم فرض وصلاة النافلة نافلة؛ فيجب أن يقدم إجابة أمه على الصلاة، وقال بعضهم: كان من الأحوط أن يصلي مسرعًا فُينهي الصلاة ثم يذهب لإجابة أمه؛ لأنها جاءته ثلاث مرات.
وهذا يدل على منزلة بر الوالدين.
عبد صالح يصلي لربه! لا يفعل موبقًا، سمع نداء أمه مرة وثانية وثالثة فلم يجب؛ فدعت الأم على ولدها، قالت في دعائها: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجوه الميامس، يعني: ينظر في وجوه الزانيات، وهذه دعوة أم على ولد انشغل بصلاته، ولم ينشغل بمباراة كرة القدم.
بعض الأمهات ينادين أولادهن: يا بني! فيقول: انتظري حتى أكمل المباراة.
يا بني! فيقول: الوقت الإضافي! فتقول: يا بني! فيقول: ضربات الجزاء.
ثم تقول: يا بني! فيقول: إعادة الأهداف.
1 / 5
وجوب الإحسان إلى الأمهات
والعجيب الآن أن الأم تُعامل معاملة الأمة المملوكة، فالشاب بعد أن يتزوج لا يريد أن يتعرف على أمه، فإن أراد أن يزورها فلا بد أن يأخذ تصريحًا مكتوبًا من الزوجة المحترمة: هل تسمحين لي بزيارة أمي؟ فإن أذنت فالحمد لله، وإن لم تأذن فلا يستطيع أن يخالف كلام سيدته وحاكمته، نسأل الله العافية.
(أمك ثم أمك ثم أمك)، معظم المشاكل العائلية تأتي من الزوجة، لماذا؟ تقول لزوجها: أمي أمي! يكفي، فهي تريد أن يتنصل الزوج ويتبرأ منها، وألا يعرف لها طريقًا، ولو أن هذه البنت تربت تربية إسلامية؛ لعلمت أن الأم لها قدر كبير في الشريعة، حتى ولو تجاوزت الحد، فربنا سبحانه يقول: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء:٢٣ - ٢٤].
ستأتيني أصوات نسائية تقول: أعاملها بإحسان وهي تسيء إليَّ تتدخل في شئون بيتي تدفع علي الزوج.
أقول: حتى وإن فعلت ذلك: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ﴾ [فصلت:٣٤]، ويستحيل أن يكون بين الأم وولدها عداوة.
لو أتيت البيت بكيلوين من التين فأخذت لها نصف كيلو، ثم أعطيتها وقلت لها: يا أمي! تذكرتك بهذا النصف، فلو قالت: أتيتني بنصف فقط، فاصبر على ذلك.
وفي المرة الثانية أتيتها وقلت: يا أمي تذكرتك بهدية جيدة وأنا أشتري لأولادي، لا يمكن أن يكون قلبها حجرًا، مرة ثم مرة ثم مرة فستدعو لك وسترضى عنك؛ فلا يجوز أبدًا يا عبد الله ما نفعله الآن بأمهاتنا.
1 / 6
كرامة الله لجريج بإظهار الحق على لسان الغلام
قال: (دعت الأم: اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجوه الميامس)، يعني: الزانيات العاهرات الساقطات.
(وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم)، بجوار الصومعة امرأة زانية ترعى الغنم، فزنت مع راعي غنم وحملت منه، ثم اتهمت جريجًا ونسبت ولد الزنا إليه، فقالت: هذا ابن جريج! وجريج لم يخرج من صومعته، فجاء اليهود إليه -في رواية- وحطموا عليه صومعته، اخرج يا زاني! أنت تظهر لنا أنك تصلي، ابن من هذا؟ ابنك من الزنا! فقال جريج: أين هذه التي تزعم أنه ولدي؟! فجاءوا بها، فنظر جريج إلى وجهها، فأيقن أن الله استجاب لدعوة أمه، لكن ﴿مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق:٢]، فلما نظر إلى وجهها سأل الله ﷿ أن يفرج كربه، فتوجه إلى الغلام الرضيع على صدر أمه الزانية، ثم طعنه وقال له: يا غلام! ابن من أنت؟ فالتفت الغلام من على صدر أمه وقال: أنا ابن راعي الغنم! وهذا من الذين تكلموا في المهد وهم: عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وقيل: وشاهد يوسف.
وهذا كلام غير صحيح، فشاهد يوسف لم يكن غلامًا، إنما الثالث غلام الأخدود، وهناك روايات في هؤلاء الذين تكلموا في المهد كثيرة، لكن البخاري أتى بهذا الحديث في كتاب العمل في الصلاة؛ ليبين جواز أن يخرج جريج من صلاة النافلة ليجيب أمه، أو يجيبها بالإشارة أو يسرع في صلاته ويجيبها.
وفي المسألة أقوال، والراجح: أنه يجوز في النافلة.
ويسميها العلماء: مسألة التزاحم، أي: تزاحم الواجب مع السنة، مثل: امرأة وضعت على النار إناء الطعام وهي تصلي، فاشتعلت النيران في الإناء، هل تخرج من الصلاة أم تكمل الصلاة حتى يحرق البيت؟ هذا من باب التزاحم بين شيء وشيء، فينظر في الأولويات، فهناك شيء لا يؤخر وهناك شيء يؤخر، فهذا يسمى التزاحم عند الفقهاء.
يقول ابن حجر في شرح حديث جريج: إن الكلام في شرعهم كان جائزًا -ويقصد الكلام في الصلاة للضرورة- كما كان الكلام جائزًا في أول الأمر عندنا، ثم نسخ بقول الله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة:٢٣٨].
ففي شريعة جريج كان له أن يجيب أمه ثم يستكمل صلاته، أما في شريعتنا فيستطيع أن يجيب عليها بالإشارة.
1 / 7
باب مس الحصى في الصلاة
قال: [باب مس الحصى في الصلاة]: (حدثنا أبو نعيم)، شيخ البخاري، وسميناه شيخ البخاري لأن البخاري يقول: حدثنا أبو نعيم، وعدد شيوخ البخاري في كتابه هذا: مائتان وتسعة وثمانون شيخًا.
قال: (حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال: حدثني معيقيب (أن النبي ﷺ قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: إن كنت فاعلًا فواحدة).
والمعنى: إذا كنت تريد أن تسجد وفي مكان سجودك حصى ولا تستطيع أن تسجد عليه، فتزيحه عن مكان السجود وتسوي المكان، ثم تسجد، وهذا عمل؛ ولذلك لما سئل عنه الرسول ﷺ، أجاب بالجواز لكن بمرة واحدة، فقال: (باب مسح الحصى في الصلاة)، وهو أيضًا يبين جواز العمل في الصلاة للضرورة.
1 / 8
باب بسط الثوب في الصلاة للسجود
قال: [باب بسط الثوب في الصلاة للسجود].
فلو أنك صليت على الإسفلت -والإسفلت يحرق في الصيف- فلم تستطع أن تضع جبهتك عليه في السجود، فماذا تصنع؟ تبسط طرف ثيابك وتسجد عليها، ولو كنت تلبس عمامة فلك أن تحلها ثم تبسطها لتسجد عليها وأنت في الصلاة.
قال: (حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا غالب عن بكر بن عبد الله عن أنس بن مالك ﵁ قال: (كنا نصلي مع النبي ﷺ في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط رداءه فسجد عليه) إذًا كان المكان لا يمكن أن تسجد عليه فماذا تصنع؟ تبسط الثوب.
والسؤال الآن: بسط الثوب حركة أم ليست بحركة؟ حركة، وفي هذا بيان لجواز العمل في الصلاة لصالحها.
1 / 9
باب ما يجوز من العمل في الصلاة
قال البخاري ﵀: [باب ما يجوز من العمل في الصلاة: حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة ﵂ قالت: (كنت أمد رجلي في قبلة النبي ﷺ وهو يصلي، فإذا سجد غمزني فرفعتها، فإذا قام مددتها)].
يعني: إذا أراد أن يسجد ﷺ غمزها لتضم قدميها حتى يسجد، فإذا قام إلى الركعة الثانية مدت قدمها، فإذا سجد غمزها، وهذا الغمز عمل أم ليس بعمل؟ تجد الشيعة الروافض -عليهم من الله ما يستحقون- يقولون في مثل هذا الحديث: انظر إلى سوء أدب عائشة؟! تبسط قدميها في قبلة النبي ﷺ! قلت: يا رجل! اتق الله في نفسك، فهذا من ملاطفة الزوج مع زوجته، وعدم وجود كلفة بين الزوج وزوجته.
وغمز الزوجة فيه ملاطفة ومداعبة ورحمة للزوجة، وهذا ليس من سوء الأدب إطلاقًا، بل سوء الأدب عندكم أنتم سوء الأدب في عقولكم أن تطعنوا في زوجة خير البشر ﷺ.
نكتفي بهذا القدر، ونجيب على قدر من التساؤلات إن شاء الله تعالى.
1 / 10
الأسئلة
1 / 11
الحض على تيسير الزواج
السؤال
هناك بعض التساؤلات الهامة، لا سيما ورقة جاءتني من شاب كريم يقول فيها: أنا شاب قد مَنَّ الله عليَّ بنعمة الهداية، وهذا منذ عام ونصف، ولكن الفتن أثرت فيَّ كثيرًا، واجتمعت عليَّ الشهوات؛ فوقعت في الفاحشة عدة مرات، مع أني أطلب الحلال بالزواج، وأدعو الله أن يعفني ويزوجني، وكلما عصيت أتوب وأرجع، فأسألك أن تدعو لي بالثبات، وأن تدعو الله أن ييسر لي الزواج، وألا ييئسني من رحمته، وأسألكم الدعاء؟
الجواب
الحقيقة هذا نموذج طيب لشاب نفسه لوامة، لكني أردت أن أقرأ الرسالة؛ لأننا بالفعل في زمن الفتن، فهذا شاب يريد الزواج والالتزام والتوبة إلى الله، لكنه سرعان ما يعود إلى المعصية، فإن تاب عاد.
ما السبب في عودته؟ إنه المناخ الذي يحيط به: إعلام فاسد تبرج اختلاط فاحش في الجامعات اختلاط في أماكن العمل.
الرجل تاب والتزم، ولكننا لا نقول: إن ساحته براء، ومع هذا لا بد أن نشعر بالشباب، إذ إن مسألة تيسير أمر الزواج مسألة مهمة، فهل هناك من ولي أمر قال لشاب: أنا أزوجك ابنتي على اليسير، لا أريد منك أي شيء، لا سيما أن الجرام الذهب أصبح بخمسة وسبعين جنيهًا، فماذا يصنع الشباب؟! فإلى أولياء الأمور أقول: اتقوا الله في أنفسكم! يسروا على شبابنا الزوا!! فهذا الشاب الذي يريد التوبة ويريد الزواج لا بد أن يعان من المسلمين، وهي أفضل أوجه الزكاة، أفضل -عندي- من بناء المساجد، مساعدة أمثال هذا الشاب الذي يريد أن يحصن نفسه بالزواج ولا يجد من يأخذ بيده، فلا ولي أمر يساعده، ولا جمعيات تأخذ بيده لتيسير أمر الزواج.
أقول: أسأل الله ﷾ لهذا الشاب أن يتوب عليه توبة نصوحًا، وأن يباعده عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر له أمر الزواج، وأن يجعل المحسنين أصحاب الأموال ينظرون إلى هذا البند من بنود الزكاة نظرة موضوعية، فربما رجل صاحب مال يأتي بشاب فقير فيزوجه بمبلغ لعله ينفقه في رحلة إلى أوروبا أو إلى أي مكان آخر، كما يعلم جميعنا، والأمر لا يخفى على أحد.
1 / 12
حكم نقل الجنائز من بلد إلى آخر
السؤال
ربما يموت الميت هنا في مصر وهو من بلدة قروية، كالشرقية أو الدقهلية؛ فنضطر إلى نقله، فهل في نقله شيء؟
الجواب
العلماء يكرهون نقل الجنائز إلا لضرورة، كأن يصلي عليه أهل بيته وأقرباؤه وعائلته، فهذا لا بأس به.
1 / 13
حكم إجابة الأم في الصلاة
السؤال
لو أن أمي دعتني وأنا أصلي فهل يجوز لي أن أتكلم بشيء لأعلمها بأني أصلي؟
الجواب
يجوز لك أن تسبح، أمك تقول: يا محمد! فتقول: سبحان الله! تخبرها أنك ستأتي إليها، وتجبر خاطرها بعد الصلاة، وتهتم بأمرها، أما ألا يجيب الإنسان نهائيًا، ثلاث مرات ولا يلتفت إليها فهذا لا ينبغي، ولكن تفعل في الصلاة ما يفيد الإجابة، وهذا من العمل الجائز في الصلاة للضرورة.
مداخلة: في الفرض والسنة؟ الشيخ: لا.
الفرض لا.
1 / 14
تفسير قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين)
السؤال
قال تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون:١٤]، ما تفسير هذه الآية؟ هل الخلق ينسب لغير الله؟
الجواب
نعم.
الخلق يمكن أن ينسب إلى غير الله؛ لأن العلة أن الله هو أحسن الخالقين، مثال ذلك: قولك: أنا الذي خلقت البئر.
ما معنى خلقتها؟ فطرتها حفرتها، لكن هل خلقك إيجاد؟ ليس هذا المقصود، فالله ﷿ وحده يخلق من عدم ﷾، فحينما يخلق الناس الآن شيئًا فهم يخلقونه من موجود وليس من عدم، لذلك يقول الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ [الحج:٧٣]، كذلك قال عيسى ابن مريم: ﴿أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾ [آل عمران:٤٩]، فعيسى قال: إني أخلق، فنسب لنفسه الخلق، لكن هل هو يخلق من لا شيء أم من شيء؟ إنما يخلق من الطين، والذي يخلق من العدم هو الله تعالى وحده: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون:١٤]، فلا تلبيس في هذه الآية مطلقًا.
وهذا يسمى عند العلماء اشتراك صفة، واشتراك الصفة لا يعني التماثل، فلله يد ولك يد، فهل يد الله كيدك؟ سبحان الله العظيم! هذا اشتراك صفة، والله وصف نبيه ﷺ بأنه غفور رحيم، ووصف نفسه بأنه غفور رحيم، ووصف الإنسان بأنه سميع بصير وهو كذلك السميع البصير، ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [الإنسان:٢]، فهناك صفات مشتركة، لكن لا يمكن بحال أن نسوي بين صفة الخالق وصفة المخلوق.
وأقرِّب لك المعنى فأقول: الباب له يد، والبعير له يد، والإناء له يد، والكوب له يد، وأنت لك يد، فهل هذه الأيادي كلها متشابهة؟ لا.
إذًاَ: كلمة اليد تحتمل أكثر من معنى عند الدواب وعند المخلوقات، فلا يعني الاشتراك في اللفظ الاتفاق في الصفة.
والحقيقة أني كنت لا أريد أن أجيب على هذا السؤال؛ لأن الكثير يشغلون أنفسهم به، والأولى لهم ترك مثل هذا، ولا سيما طالب العلم؛ فإنه يبدأ بدراسة كتب العلم والأصول، ولا يشغل نفسه بهذه الأشياء.
1 / 15
وجوب الدفاع عن العلماء والدعاة
السؤال
ما رأيك في سماع أشرطة سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني، فإني سمعت عنهم أنهم يتبعون منهج سيد قطب وحسن البناء؟ نريد جوابًا مفيدًا في هذا الأمر!
الجواب
الحقيقة أن الشيخ ابن باز ﵀ سئل هذا السؤال، وعندي إجابته، قال: سفر وسلمان وعائض يحملون منهج السلف، ولا داعي أبدًا للوقوع فيهم.
أما أن تحمَّل أقوالهم فوق ما تتحمل فهذا لا يجوز، فهم دعاة إلى الله، والداعية إلى الله يصيب ويخطئ، فإن أصاب فله أجر، وإن أخطأ فهو مجتهد وله أجران.
أما ما قلت من أنهم يتبعون منهج سيد قطب فهذا ليس عندي منه علم، هذا افتراء على المشايخ وإفك، وأنا أستطيع أن أجزم أنه إفك.
نعم.
مداخلة: سمعت شريطًا للشيخ ابن عثيمين يمدح فيه الشيخ سفر الحوالي.
الشيخ: عندنا الشيخ الألفي يقول: عندي شريط للشيخ ابن عثيمين أثنى فيه على الشيخ سفر في أكثر من ساعة.
عمومًا لا نريد أن نصدِّر الفتن من هنا، دع الفتن لأصحابها، دعهم يتفرغون للطعن في العلماء، فنحن ندرس البخاري والعدة، والقرآن والسنة، هذا السؤال كنت لا أريد أن أجيب عليه، فلا نريد أن ننشغل بهذا أبدًا، نحن نسمع، فما وافق الكتاب والسنة نقبله، وما عارضهما نرده فقط، معنا الميزان الضابط، لماذا ننشغل بـ: هذا خارجي، وهذا مرجئي، وهذا معتزلي، وهذا سروري؟! هذه مصيبة، هل لدينا وقت لهذا الكلام؟ هذا من الإسراف والترف، وعدم التفرغ للدعوة إلى الله، فالدكتور سفر رجل يدعو إلى الله جزاه الله خيرًا، والشيخ عائض يدعو إلى الله جزاه الله خيرًا، فهل بلغ لدينا عدد الدعاة مبلغًا لدرجة أن يتفرغ بعضنا لبعض؟! يا عبد الله! هذا إجرام، أقسم بالله إنه إجرام، إن كان مخطئًا فحدثه بينه وبينك، فقدح العالم لا يجوز على مرأى ومسمع من الناس بحجة الجرح والتعديل والكلام في أهل البدع، ونحن لا ندعي العصمة لأحد، فعلًا سيد قطب عنده خلل واضح بيِّن في كتبه، لكن الرجل أفضى إلى ما قدم، أمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وربما أقواله تحتمل، فنحن نبين الخطأ والصواب، ولا نقول بعصمته كما يعظمه أتباعه، كقوله عن موسى ﵇: إنه كان عصبي المزاج، لا يملك نفسه، مندفع الثورة يتحدث عن موسى كأنه يتحدث عن صديقه.
لا.
هذا نبي.
أو حينما يقول عن عثمان: إنه حابى المقربين، وبدَّد بيت المال، وقرب المحسوبين.
هل يليق هذا الكلام في عثمان؟ نحن لا نقبله، بل نرده من كل وجه، ومن لم يرده ففي قلبه مرض، فلا تعظم الرجال؛ فإن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم ﷺ.
وحينما يقول الشيخ البناء: عقيدة السلف أسلم، وعقيدة الخلف أعم وأشمل.
نقول: قف عند هذا الحد، فعقيدة الخلف المؤولة الأشاعرة المفوضة لا نقبلها بحال؛ لأنها تعارض عقيدة السلف.
سيقول قائل ممن يقدسون هؤلاء: لقد وقعت في المحظور فأنت تتكلم في العلماء، فأقول: هل هم معصومون؟ هؤلاء يقدسونهم، أقوال الرجال عندهم قرآن.
لا يا عبد الله! ليس هذا ما جاء في السنة، ولا منهج أهل السنة، فمنهج أهل السنة: أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم ﷺ، وابن تيمية رد عليه السلف في مسائل، وابن حنبل جانبه الصواب في مسائل ورد عليه أئمة المذاهب، وليس معنى هذا أننا نقلل من شأن العلماء، ولكن حتى تبقى العصمة للأنبياء فقط! وليس معنى ذلك أن تقف وتجرح العلماء أيضًا، فتجريح العلماء لا يجوز، وإنما نقول هذا لبيان الحق الذي لا بد منه، ولكن من دون تجريح، فتقول: قال فلان في كتابه كذا، ولقد جانبه الصواب، والحق كذا للأدلة التالية، ولا داعي للتهم: مرجئي حلولي اتحادي فتوصله إلى الكفر.
وقد قرأت ورقة حزنت منها حزنًا شديدًا، تحمل أسماء العلماء في الساحة المصرية، فلما وصلت إلى اسم شيخنا الشيخ محمد حسين يعقوب فقرأت أول كلمة: الشيخ يعقوب رجل مخرف ضال.
فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا يقول هذا الكلام إلا معتوه، سفيه في عقله، يحتاج إلى حجر عليه، فهل هذا كلام يقال في عالم داعية يعمل في حقل الدعوة إلى الله؟ وهذا الكلام يردده شباب الآن، وهذا والله مصيبة كبيرة، أن يقال عن عالم كان سببًا في هداية الكثير بسبب شريطه المعروف: (لماذا لا تصلي؟!) كم صلى بسببه أناس، ولعل الله يغفر له زلاته بسبب هذا الشريط! يا عبد الله! اتق الله في نفسك! واتق الله في طلبتك، وأما أن تخصص يومًا للطعن في العلماء والتجريح فيهم بزعم أن هذا جرح وتعديل، فهذا خبل وجنون.
1 / 16
حكم تأخير صلاة الجمعة
السؤال
ما حكم الشرع إذا كان يؤذن يوم الجمعة للجمعة الساعة الواحدة، وأنا صليت في مسجد يؤخر الأذان لمدة ساعة ويؤذن الساعة الثانية، فهل يوجد دليل على أن النبي ﷺ فعل هذا؟
الجواب
هذا من مخالفة السنة، أمر ابتدعوه، جواز تأخير أذان الجمعة إلى الساعة الثانية! السنة في الجمعة أن تقدم، والبخاري ﵀ يرى جواز تقديم الجمعة عن وقت الظهر؛ لحديث جابر بن عبد الله، (وكان ﷺ يصلي الجمعة بأصحابه ويذهبون إلى السوق ولم تزل الشمس في كبد السماء)، أما أن تؤذن الساعة الثانية، وتخطب ساعة ونصف فستكون الساعة الثالثة والنصف، ثم درس ساعة فتكون الساعة الرابعة والنصف، فيؤذن العصر الساعة الرابعة والنصف، فتكون الجمعة عندنا عصرًا.
هذا يا عبد الله! من أسباب ما نحن فيه من بلاء كسبته أيدينا، وإلا فشارع مثل هذا يوم الجمعة مغلق بسبب صلاة الجمعة، فأظن أن من سوء الفهم أن أخطب ساعة ونصف الساعة، وأن أعطي درسًا ساعة ونصف الساعة، والشارع يقف ثلاث ساعات، والإجابة: أنا حر! هذه دعوة بالقوة ما هكذا كانت دعوة النبي ﵊، إنما كان النبي ﷺ في دعوته يراعي الواقع، يكفي نصف ساعة أو ساعة إلا ربع الساعة، ثم بعد ذلك الصلاة، وإذا كان هناك درس فالأفضل أن يؤخر إلى المغرب، ﴿فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة:١٠]، هذا من فقه الخطيب والداعية، أن يقصر الخطبة وأن يطيل الصلاة، ساعة إلا ربع لا بأس بها، أما أن يخطب لمدة ساعة ونصف الساعة فأستحلفك بالله! أكثر مستمع كم يستطيع التركيز؟ لمدة نصف ساعة، وبعد هذا لا يمكن التركيز، فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.
تقول لأحد المصلين: ماذا قال الشيخ؟ فيقول: لا أدري! يصيح منذ ساعة ونصف ولم ندر ما يقول! هذا هو سبب البلاء الذي نحن فيه يا عبد الله! فلا بد من مراعاة ظروف الواقع، لا بد من مراعاة ظروف المصلين إلخ، فالذي يؤذن الساعة الثانية قل له: أنت مخالف للسنة، وجئت بعمل لم يفعله النبي ﷺ.
1 / 17
حكم تقديم صلاة الجمعة
السؤال
ما حكم تقديم الجمعة؟
الجواب
يمكن أن تقدم إلى الساعة العاشرة أو الحادية عشر صباحًا، لكن بموافقة ولي الأمر، والإمام الراتب، ليس أنا من يقدمها ولا أنت، حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم: (كنا نصلي الجمعة مع النبي ﷺ ونذهب إلى جمالنا ولم تزل الشمس في كبد السماء)، يعني أن وقت الظهر لم يأت بعد.
قال البخاري: (جواز تقديم الجمعة عن وقتها).
وأنت تعلم أن الناس مشغولون طيلة أيام الأسبوع، أما في الجمعة فهي إجازة، فيأتون الجمعة للصلاة، فإذا صلى بهم الخطيب من الساعة الثانية عشر إلى الساعة الرابعة فهذا عذاب وسيكون يوم العمل بالنسبة له أرحم من الجمعة.
فعندما يطوِّل الخطيب الجمعة يُسب الخطباء ويشتمون بسببه، فلا بد من مراعاة ظروف الناس، وانظر إلى فقه السلف فهو الفصل بيننا، والله تعالى أعلم.
1 / 18
حكم الاختصاء للتفرغ لطلب العلم
السؤال
أنا طالب علم لم أقع في معصية قط، فهل يجوز لي أن آخذ المواد لقطع رجولتي لمواصلة الدراسة كما ينبغي؟
الجواب
ما معنى هذا الكلام؟ هل المقصود أن يختصي؟ (استأذن عثمان بن مظعون النبي ﷺ في أن يختصي فلم يأذن له).
انتبه أن تفكر في أن تختصي لطلب العلم، لا تفعل هذا، البعض يقول: أريد أن أتفرغ لطلب العلم.
فأقول: يا عبد الله! لا بد أن تكون متوازنًا بين طلب العلم والدنيا، فالجامعة حينما تبدأ يوازن الطالب بين الجامعة وبين أخذ درس أو اثنين بجانبها ويكفي، أو في الجمعة ويكفي، وينظم وقته، لكن بعض الإخوة كان متفوقًا قبل الالتزام، فأول ما يعفي اللحية ويقصر الثوب يضعف مستواه تمامًا، ويعيد السنة سنتين أو ثلاثًا، ماذا حصل؟ يقول: أنا متفرغ للعلم، لا.
دعك من شماعة العلم، فجدير بك في حال التزامك أن تتقدم، لا تكن نموذجًا سيئًا للإلتزام.
يقول الأخ في نفسه: أنا أجلس حتى شروق الشمس وأصلي ركعتين، ولأني سهران طوال الليل أذهب وأنام إلى الساعة الثالثة أو الرابعة، ثم يقابلني والده فيقول لي: يا شيخ! انظر لي حلًا في الولد فلان.
فأقول له: ما له؟ فيقول لي: يجلس في المسجد حتى الشروق، ثم يأتي إلى البيت ينام، نريد منه أن يأتي لنا بخبز أو غيره فلا نجد منه شيئًا، يأتي بعد الشروق إلى البيت للنوم إلى الساعة الثالثة بحجة جلوسه إلى الشروق.
وهذا سببه انعدام التوازن، مما يسبب سمعة سيئة للإلتزام، والملتزمين والله تعالى أعلم.
1 / 19
نصيحة للتخلص من فتن الجامعات
السؤال
مع بدء الدراسة ودخول الجامعات وما فيها من تبرج وسفور، ماذا نفعل مع هذه الفتن الحالكة، فإنه لا مكان إلا ويغض فيه البصر؟
الجواب
الحقيقة أنا أؤيدك في هذا الكلام، لكن عليك أن تخرج من البيت إلى المحاضرة لوحدك، وبعد المحاضرة لا تقعد في (كافيتريا) ولا تجمعات ولا أسر، بل دعك من هذا كله، واجلس مع نفسك فقط لا غير، فهذا هو الذي أنصحك به أولًا.
ثانيًا: إن كانت كلية نظرية تناوب أنت وأخوك، فيوم أنت ويوم هو، يسجل لك المحاضرة وتسجل له المحاضرة.
أما إن كانت كلية عملية يلزمك فيها الحضور فاذهب ولا حرج، لكن -كما قلت لك- لا تختلط إلا في حدود قليلة، واتق الله ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، فأنا أعرف ما ستقول؛ لأني منذ سنة لم أدخل جامعة القاهرة، رغم أنني مسجل هناك، لكن كلما دخلت أشعر بضيق وانقباض؛ لأنك ترى مناظر تتعجب لها، البنات فيها لم يعدن بنات بل ممسوخات، واحدة تجري وراء هذا، والتي تمشي ووسطها كله ظاهر -نسأل الله العافية- والهاتف المحمول في يدها، نصف الدخل القومي صرف فيها، هذا المحمول خدمة أم سلعة؟ خدمة، وهناك نظرية اقتصادية تقول: إذا تحول الدخل إلى خدمات انهار الاقتصاد.
وهذا ما نراه اليوم.
1 / 20