واختلف في سبب ذلك فروى مالك في الموطأ عمن يثق بقوله من أهل العلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله -أو ما شاء الله من ذلك- فكأنه تقاصر أعمار أمته: أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر، خير من ألف شهر. وروى الترمذي في جامعه عن يوسف بن سعد قال: قام رجل إلى الحسن بن علي -بعدما بايع معاوية- فقال: سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره، فساءه ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} [يا محمد] يعني: نهرا في الجنة ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر}. يملكها بعدك بنو أمية يا محمد. قال القاسم بن الفضل -أحد رواته- فعددناها فإذا هي ألف شهر، لا تنقص يوما ولا تزيد يوما. قلت نعم كان من سنة الجماعة إلى قتل مروان الجعدي آخر ملوك بني أمية هذا القدر أعني: ألف شهر، وهي ثمانون سنة وثلاث أعوام وثلث عام. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.
صفحه ۲۱