قال المفسرون: إن الضمير في أنزلناه عائد على القرآن الكريم وإن لم يتقدم ذكره لدلالة المعنى عليه، كما قال تعالى: {حتى توارت بالحجاب}. ولم يتقدم للشمس ذكر. ثم اختلفوا فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وجماعة آخرون: أنزل الله تعالى القرآن ليلة القدر إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم نجمه على محمد عليه الصلاة والسلام في عشرين سنة، فذاك قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم}. وقال الشعبي وجماعة: إنا ابتدأنا إنزال هذا القرآن إليك ليلة القدر، ويؤيده ما ذكره جماعة: أن ابتداء مجيء جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام كان في رمضان. قيل: في سابعه، وقيل: في سابع عشره، ومنهم من قال: ابتداء مجيئه إليه في شهر رجب، ومنهم من قال: في ربيع الأول. وقيل في هذه الآية: إنما جعل الإنزال من رمضان؛ لأن جبريل كان يعارض النبي عليهما الصلاة والسلام بالقرآن فيمحو الله ما يشاء ويثبت. وقال جماعة: المعنى أنزلنا هذه السورة في شأن ليلة القدر وفضلها فجعلوا (في) للسببية، كقول عمر رضي الله عنه ليلة نزول سورة الفتح:
صفحه ۱۴