وقوله: {بإذن ربهم} إلى آخره من قال: إن الأرزاق تقدر في هذه الليلة جعل نزول الملائكة بسبب ذلك، وجعل (من) سببية، التقدير: تنزل الملائكة بسب كل أمر، وجعل (سلام هي) ابتداء كلام، أي: هي سلام إلى طلوع فجر يومها. ومن لم يقل بتقدير الأرزاق في هذه الليلة جعل قوله: {من كل أمر} متعلقا بقوله سلام، أي: أنها سلام، أي: سلامة من كل أمر. قال مجاهد: لا يصيب أحدا بها داء. وقال: الشعبي ومنصور: هي سلام بمعنى التحية، أي: تسلم فيها الملائكة على المؤمنين. وهذه الآيات مصرحة بشرفها ومنوهة باسمها، وذكرها، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)). وفي سنن النسائي الكبرى (وما تأخر)، وكذا في مسند أحمد ومعجم الطبراني من حديث عبادة ((وما تأخر))، وسيأتي ذكره وهذه فضيلة عظيمة حاضة على طلبها.
صفحه ۲۳